responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الثاني نویسنده : ابن الإفليلي    جلد : 1  صفحه : 42
منهم، ولا أخص مذكرا فيهم، سوى آبائك النجب السادة، والرؤساء القادة، فهم الذين بلغوا من الكرم غايته، وأحرزوا من الفضل نهايته، فليس يجوز لأحد أن يبلغ من الكرم ما لم يبلغوه، ويفعل من الجميل ما لم يفعلوه.
قَدْ كانَ قاسَمَكَ الشَّخْصَيْنِ دَهْرَهما ... وَعَاشَ دُرُّهُمَا المَفْدِيُّ بالذَّهَبِ
وَعَادَ في طَلَبِ المَتْرُوكِ تَارِكُهُ ... إِنَّا لَنَغْفُلُ والأَيَّامُ في الطَّلَبِ
ما كَانَ أَقْصَرَ وَقْتَاً كانَ بَيْنهُمَا ... كَأَنَّهُ الوَقْتُ بَيْنَ الورْدِ والقَرَبِ
القرب: الدنو من الماء، والورد: الاحتلال به.
فيقول لسيف الدولة، ذاكرا لتتابع وفاة أختيه، وتأخر الكبرى التي رثاها بهذا الشعر بعد الصغرى: قد كان قاسمك الدهر الشخصين اللذين كنت تأنس بهما، وتسكن إليهما، وآثرك بالأحب إليك، وكلاهما كريم في نفسه، رفيع في حاله، وكنت كمن كان له در وذهب؛ فرزي بالذهب ومتع بالدر، ونامت عنه فيه حوادث الدهر.
ثم قال: وعاد الدهر عليك في طلب ما تركه، واسترجاع ما سلمه، يريد: ما حدث عليه بوفاة أخته الكبرى التي عزاه بها، إنا لنغفل والأيام طالبة، والحوادث في الإسراع نحونا جاهدة.
ثم قال، يريد أختي سيف الدولة المتوفاتين: ما كان أسرع ما كان بينهما من المدة، وأقل ما لحق ذلك من المهملة، كأنه لخفة وقعته، وسرعة جملته، ما بين القرب والورد، اللذين يتصلان بلا تأخر، ويتواليان دون توقف.!
جَزَاكَ رَبُّكَ بالأَحْزَانِ مَغْفِرَةً ... فَحُزْنُ كُلَّ أَخِي حُزْنٍ أَخُو الغَضَبِ
وأَنْتُمُ نَفَرٌ تَسْخو نُفُوسُكُمُ ... بِمَا يَهَبْنَ ولا يَسْخُونَ بِالسَّلَبِ
حَلَلْتُمْ مِنْ مُلُوكِ النَّاسِ كُلَّهِمُ ... مَحَلَّ القَنَا سُمْرِ القَنَا مِنْ سَائِرِ القَصَبِ
يقول لسيف الدولة: جزاك ربك بالأحزان التي تحدث على رزاياك مغفرة تشملك، وتجاوزا يعجله لك، فحزن الحزين باب من الغضب؛ لأنه يتخبط حاله، ويتكره

نام کتاب : شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الثاني نویسنده : ابن الإفليلي    جلد : 1  صفحه : 42
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست