نام کتاب : كنز الكتاب ومنتخب الأدب نویسنده : البونسي جلد : 1 صفحه : 439
يا بدر حمصٍ والسِّرار ثلاثةٌ ... عدْ عودةً لا توحش الأيامَا
أما البهاء فقد خلعت رداءه ... يومَ ادرعت من الخليج غماما
وقضتْ وفاتك أن أُقول لعبرتي ... يا ماء كُنْ سقياً له وسلاما
والنهر لا تبق الربيع بشطه ... زهراً ولاألف القضيب حماما
فلقد أرقت به حشاشة مهجة ... ثنت المشارب مسكةً ومداما
ماذا عليه وقد علاك مفاضة ... تياره لو لم يقلك حساما
وأبو نصر قُدْوةُ الكُتاب، وصاحبُ إبداعٍ في كتابته وإغرابٍ، مُخْتَص بالانْطِباع، وجودَةِ القريحة
وذكاء الطِّباع، وهو القائل في المعنى:
أطال الله بقاء أمير المسلمين، وناصر الدين، الشائع عدْلُه، السابِغِ فضْلُه، العظيمِ سلطانه، العلي
شأنه، السني قدره ومكَانُه. في سعدٍ يصرفُ عنه أعْيُنَ النوائب، وجدٍّ يضربُ دونَهُ أوْجه المصائب.
كلُّ رُزْءٍ - أدامَ الله تأييده - وإن عَظُمَ وجَلّ، حتى استولى منه على النُّفوسِ الوجَل، إذا عدا بابه،
وأخطأ حجابَهُ. فقد أخْطَأ - بحمد الله - المقتل، وصدَّ عنْ سواء الغرض وعدل. وإذا كانت أقدار الله
تعا لى غالبةً لا تُطاول، وأحكامه نافذة لاتُزاوَلُ، فالصَّبرُ لِمَواقِعِها أوْلى، والتَّسليمُ لِجَوازِها أقربُ
لِرِضَى المولى، والتزامُ أوامِره أشرفُ وأعْلى.
كتبتُهُ - أدامَ الله تأييدَكَ - والنفسُ بنار زَفْرَتِها مُحْترقة، والعينُ لعبرتها شرقَةٌ مُغْرَوْرِقة، لِما نفذَ بهِ
قَدَرُ الله المَقْدُور، وقضاؤُهُ المسطورِ، منْ وفاةِ الأميرِ الأجلِّ أبي فُلان قدَّسَ الله روحَهُ، وسقى
ضريحهُ، فيالَهُ رُزْءٌ أقْصَمََ الظَّهرَ، ووسَمَ النُّجومَ الزُّهرَ، وأبْكى الأجْفانَ، وأذْكى الأحزانَ، بِمكانَتِه منَ
الدَّوْلَةِ المُنيفَةِ، ومنزِلته من السَّوْرةِ الرَّفيعةِ الشريفةِ، وعندَ الله عزَّ وجلَّ تحْتَسبُه ذخيرةً
نام کتاب : كنز الكتاب ومنتخب الأدب نویسنده : البونسي جلد : 1 صفحه : 439