نام کتاب : كتاب الشعر أو شرح الأبيات المشكلة الإعراب نویسنده : الفارسي، أبو علي جلد : 1 صفحه : 498
فأمَّا فاعلها فإنه لا يخلو من أحد أمرين: إما أن يكون قد جرى له ذكرٌ، أو لم يجرِ له ذكر، فإن كان ذكره قد جرى فلا إشكالَ في إضماره، وإن لم يجر له ذكرٌ، فإنما تضمره لدلالةِ الحالِ عليه، كما ذكره من قولهم: إذا كان غداً فأتنا، فكذلك يكون إضمارُ الفاعل في عسى، وتكون على بابها، ولا تكون مشبَّهةً بلعلَّ.
والأوَّلُ الذي ذهب إليه، كأنَّه إلى النَّفس أسبقُ.
وممَّا يرتفع بالفعل، ما ذكره من أنَّ بعضهم أنشدَ لأوسِ بن حجرٍ:
تواهقُ رجلاها يداها ورأسه ... لها قتبٌ خلفَ الحقيبةِ رادفُ
ووجهه: أنّ المعنى: تواهقُ رجلاها يديها، فحذفَ المفعولَ، لأنَّ المفعولَ قد حذفَ كثيراً في كلامهم، وصار له هنا من الحسنِ مزيَّةٌ، لدلالةِ الفاعلِ على المفعول، في باب فاعلَ، وأضمر فعلاً ارتفع به يداها، كما تضمر الأفعالُ الأخرُ، في هذا الباب،
نام کتاب : كتاب الشعر أو شرح الأبيات المشكلة الإعراب نویسنده : الفارسي، أبو علي جلد : 1 صفحه : 498