أصَبنَ الطريفَ والطريفَ بَن مالكٍ ... وكان الشِّفاءُ لو أصَبنَ الملاقِطا
إذاً علموا ما قدَّمُوا لنفوسِهم ... من الشَّرِّ إن الشرِّ مُردٍ أراهِطا
ضَرَبنا بُطونَ الخيلَ حتى تَدارَكتْ ... ذوي كَلعٍ والأشعثَين وخَثعَما
هذا يوم نجران، وكان الأقرع بن حابس بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع، انصرف من
الكلاب، فأغار على نجران وهو في ألفين، وفيها أخلاط من اليمن من حمير وهم المتكلِّعون بلغة
حمير، وكانت القبائل إذا اجتمعت وتناصرت فقد تكلَّعت، والاسم منه التكلّع، ومنهم سُميفع بن ناكور
الكلاعي، الوافد على عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وله أربعة آلاف أهل بيت قن من العرب
مماليك أسرهم في الجاهلية، فسأله عمر أن يبيعهم إياه، على أن يكتب له بثلث ماله إلى الشام، وثلثه
إلى العراق، وثلثه إلى اليمن، فقال أمهلني أرُح إليك. فلما راح قال: ما صنعت؟ قال: قد أعتقهم لله،
وقُتل بعد مع معاوية بصفين. والأشعثان الأشعث بن قيس بن معدي كرب بن جبلة الكندي وأخو
الأشعث. وخثعم هو أفتل بن أنمار أخو بجيلة، قال بن الكلبي إنما سمي خثعماً بجمل كان له. فهزم
جمعهم الأقرع بن حابس وغنم وسبى. قال ابن حبيب كان هشام يقول معدا كرب.
وكلُّ مَعَدٍّ قد جَزينا قُرُوضَهُم ... فبُؤسَى ببُؤسَى أو بَنعمَاءَ أنعُما
بؤسى فُعلى لا ينصرف، يقول جزينا لناس بالبؤسى، وبالنعماء أنعما