فلما سمع ذلك قيس نادى: يال كعب، ونادى عبد يغوث: يال كعب قيس، يدعو بني كعب بن سعد،
وعبد يغوث يدعو بتي كعب بن عمرو.
فلما رأى قيس صنيع عبد يغوث قال: ما لهؤلاء أخزاهم الله لا ندعو بشعار الا دعوا بمثله.
فنادى قيس: يال مقاعس - وهو الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم – فسمع
الصوت وعلة بن عبد الله الجرمي جرم قضاعة، وكان صاحب اللواء يومئذ فطرحه، وكان أول من
انهزم منهم، وحملت سعد والرباب فهزموهم، وجعل رجل منهم يقول:
يا قومِ لا يُفلِتكُمُ اليَزيدانْ ... يزيدُ حَزنٍ ويزيدُ الرَّيّانْ
مُخرِّمٌ أعني به والدَّيّانْ
مخرم بن شريح بن المخرم بن جرم بن زياد بن مالك بن الحارث بن مالك ابن ربيعة بن كعب بن
الحارث، وهو صاحب المخرم الذي ببغداذ.
وجعل قيس ينادي: يا آل تميم لا تقتلوا إلا فارساً، فإن الرجّالة لكم، وجعل يرتجز ويقول:
لمّا تَولَّوا عُصَباً شَوازِبَا ... أقسَمتُ لا أطعُنُ إلا رَاكِباً
إني وجدتُ الطَّعنَ فيهم صائباً
وجعل يأخذ الأسرى، فإذا أخذ أسيراً قال: ممن أنت؟ قال: من بني زعبل - وهو زعبل بن كعب،
اخوة الحارث بن كعب، وهم أنذال،