أأهتمُ يا خيرَ البريَّةِ والداً ... ورَهطاً إذا ما الناسُ عَدُّوا المَسَاعيا
تدارَكْ أسيراً عانياً في حِبالِكُم ... ولا تُثقِفَنِّي التيمَ ألقى الدَّواهِيا
ويروى: فإن تثقفني التيم ألق الدواهيا، قال: فمشت سعد وتيم إلى الأهتم فيه، فقالت الرباب: يا بني
سعد، قتل فارسنا، ولم يُتلك لكم فارس مذكور، فدفعه إليهم، فأخذه عصمة بن أبير التيمي، فانطلق به
إلى منزله، فقال عبد يغوث: يا بني تيم، اقتلوني قتلة كريمة، فقال عصمة: وما القتلة الكريمة؟ قال:
اسقوني الخمر، ودعوني أنوح على نفسي. فجاءه عصمة بالشراب، ومضى عصمة وجعل معه ابنين
له، فقالا لعبد يغوث: جمعت أهل اليمن، ثم جئت لتصطلمنا، فكيف رأيت الله عز وجل صنع بك؟
وذاك أنه لما أسر قال: شدوا لسانه بنسعة لا يهجكم، فضحكت منه عجوز من بني عبشمس بن سعد،
فقال عبد يغوث في ذلك:
ألا لا تَلُومَاني كَفى اللَّومَ ما بِيا ... فما لكما في اللَّومِ نفعٌ ولا لِيَا
ألم تعلما أنّ الملامةَ نَفعُها ... قليلٌ وما لَومي أخي من شِمالِيَا
فيا رَاكِباً إما عرضتَ فبَلِّغَنْ ... نَدَاماي من نَجرَانَ ألاّ تَلاقيا
أبا كَرِبٍ والأ يهمَينِ كِليهما ... وقيساً بأعلى حَضرموتَ اليَمانيا
وتضحكُ مني كَهلَةٌ عبشَمِسَّةٌ ... كأنْ لم ترى قبلي أسيراً يمانيا
وظلَّ نِساءُ التَّيمِ حوليَ رُكَّدا ... يُرَاوِدنَ مني ما تُريدُ نِسائِيا