نام کتاب : شرح لامية العجم نویسنده : الدميري جلد : 1 صفحه : 28
إِنَّ بِلالاً لَم تَشِنهُ أُمُّهُ ... لَم يَتَناسَب خالُهُ وَعَمُّهُ
وبقول الآخر [1]: (من الطويل)
فتًى لم تلِدْه بنتُ عمّ قريبة ... فيضْوى وقد يَضوى رديدُ القرائبِ
انتهى.
وقد أنشدني في هذا المعنى الشيخ العلامة جمال الدين الشيرازي في سنة ستين بالقاهرة لبعض أهل اليمن [2]: (من الخفيف)
إن أَرَدْتَ الإنجابَ فانكِحْ غَريباً ... وإلى الأقربينَ لا تَتَوسّلْ
فانتقاء الثِّمارِ طيباً وحُسناً ... ثَمرٌ غصنُهُ غريبٌ مُوَصّلْ
قوله: حنَّ: حنين الناقة صوتها في نزاعها إلى ولدها، والحنين في الآدمي الشوق، الراحلة: الناقة التي تصلح أنْ ترحل، أي يُوضع عليها الرحل، والرحل معروف، وقَرَى: القارية من السنان أعلاه، والعسّالة: الرِّماح، واحدها عَسَّال، عسل الرمح: اهتز واضطرب، الذبل: جمع ذابل، وهو من صفات الرمح، فالذبل صفة بعد أخرى، كأنه يصف الرماح بالخفة والرقة.
الإعراب: طال: فعل ماضٍ، اغترابي: فاعله، ولم يظهر فيه الرفع؛ لإضافته إلى ضمير المتكلم، وحتى هنا بمعنى إلى أن، فهي هنا دخلت على جملة فعلية، حنَّ: فعل ماضٍ أصله حنن، فاجتمع مثلان، سكن أحدهما فأدغم في الآخر، وحذف / تاء التأنيث ضرورة [15 ب] كما قال الشاعر [3]: (من المتقارب)
فلا مُزْنةٌَ وَدَقَتْ وَدْقَها ... ولا أَرْضَ أَبْقَلَ إبقالَها
كان ينبغي أن يقول: أبقلت؛ لأن الأرض مؤنثة، ولكن اضطره الوزن إلى ذلك فعنى بالأرض المكان، وهو مذكر، وكذلك الطغرائي، عنى بالراحلة الجمل، وهو مذكر، راحلتي: فاعل حنَّ، والضمة مقدرة على التاء؛ لاتصالها بضمير المتكلم، ورحلها: الواو عاطفة، ورحلها معطوف، وهو في موضع جر بالإضافة، وقَرَى كذلك، وهو مرفوع، ولكن لم يظهر الرفع؛ لأنه مقصور، العسَّالة: مجرور بالإضافة إلى قَرَى، والذبل: مجرور على أنه صفة لمجرور، وهو العسَّالة.
المعنى: طال اغترابي، وامتدّ سفري إلى أنْ حنَّت راحلتي، وحنَّ رحلها، وحنَّتْ أعالي رماحي إلى الدّعة والسكون والاستقرار، قال عليه السلام: السَّفر قطعة من العذاب، فإذا [1] أورد الخالديان البيت في الأشباه والنظائر، ص 328/ (م) بلا عزو، وكذا في الإمتاع والمؤانسة، ص 1/ 94، والبرصان والعرجان، ص 24. [2] للباخرزي، ديوانه / (م). [3] لعامر بن جوين الطائي، الكامل 2/ 379، 3/ 91خزانة الأدب 1/ 45
نام کتاب : شرح لامية العجم نویسنده : الدميري جلد : 1 صفحه : 28