responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح لامية العجم نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 78
في لسان الشرع، قال الفضيل بن عياض: لو رزقني الله دعوة مجابة لدعوت الله بها أن يغفر للعشاق، فإن حركتهم اضطرارية لا اختيارية، وما أحسن قول القائل [1]: (من الوافر)
وَكَم في الناسِ مِن حسنٍ وَلَكن ... عَليكَ لِشقوتي وقَعَ اِختياري
يقال: إن بعض العرب قال لرجل من بني عذرة ما لأحدكم يموت عشقا في هوى امرأة ألفها، إنما ذلك ضعف نفس، ورقة وخور تجدونه فيكم يا بني عذرة، فقال: أما والله لو رأيتم الحواجب الزّج، فوق النواظر الدعج، تحتها المباسم الفلج؛ لاتخذتموها اللات والعزى.
رجعنا إلى كلام الطغرائي، لا حراك بهم: الحركة ضد السكون، وينحرون: يذبحون، كرام الخيل والإبل: هي الأصائل.
الإعراب: يقتلن: فعل مضارع، والنون نون الإناث، ومن شأن الفعل المضارع إذا اتصلت به [هذه] النون [أنْ] يبنى على السكون، أو نون التوكيد بني على الفتح، أنضاء: مفعول يقتلن، والفاعل فيه ضمير مستتر يرجع إلى نساء الحي، وحب: مضاف إليه، لا حراك: لا هذه لا التي لنفي الجنس، وحراك اسمها، وينحرون: الواو عاطفة جملة فعلية على مثلها، كرام: مفعول ينحرون، والخيل والإبل: مضافان إضافة معنوية، والواو في والإبل عطفت الاسم على الاسم، وكأنه قال: ينحرون كرام الخيل، وكرام الإبل، وأنّث الضمير في يقتلن، وذكّره في ينحرون؛ لأنه في الأول ضمير نساء، وفي الثاني ضمير الرجال، كما قال في منهن ومنهم في البيت الأول.
المعنى: إنّ هذا الحي / نساؤه يقتلن العشاق الذين أسقمهم الهوى، وأنحلهم، فما لهم [45 ب] حركة البتة، ورجاله ينحرون للأضياف كرام الخيل، وكرام الإبل، فمعناه معنى البيت الذي تقدم، وهو بليغ لأنه جمع في البيت الواحد بين مدح الرجال ومدح النساء على ما تقدم أولا، وقدم الخيل لأنها أشرف من الإبل، وقد وصف أهل هذا الحي بما هو أعلى صفات المدح؛ لأن الحسن كلما كان بارعا كلما زاد المحب هلاكا، والكرم غايته أن ينحر للضيف الخيل والإبل، بخلاف ما ينحر فيه دون ذلك من الضأن والمعز، وأمَّا الضيف فقد أوجب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حقّه، فقال: ليلة الضيف حق واجب ([2]
قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه. والضيافة ثلاثة أيام، فما زاد فهو صدقة، ولا يحق له أن يثوي عنده حتى يخرجه، وفي رواية حتى يؤثمه، قالوا يارسول الله كيف يؤثمه، قال: يقيم عنده ولا شيء عنه يقريه، وقد أجمع المسلمون على تأكيد الضيافة

[1] جاء في الغيث المسجم 1/ [430 أ] نه لأبي فراس، ولم أجده في المطبوع من ديوانه.
[2] كنز العمال 9/ 253/ المكتبة الشاملة، وفيه: ليلة الضيف حق واجب وإن يصبح محروما بفنائه وجبت نصرته على المسلمين حتى يأخذوا له بحقه من زرعه وضرعه لما حرمه من حق الضيافة.
نام کتاب : شرح لامية العجم نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 78
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست