نام کتاب : حماسة الخالديين = الأشباه والنظائر من أشعار المتقدمين والجاهليين والمخضرمين نویسنده : الخالديان جلد : 1 صفحه : 19
ألا ليت شعري هل أبيتنَّ ليلةً ... بأبطحَ فيّاحٍ بأسفله محلُ
يفوح علينا المسكُ منه وإنّما ... به المسكُ أن جرَّتْ به ذيلها جمْلُ
ولبعضهم:
واستودعتْ نشرها الديارَ فما ... تزدادُ إلاَّ طيباً على القِدَمِ
ومن هنا أخذ العباس بن الأحنف قوله:
جرى السيلُ فاستبكانيّ السيلُ إذ جرى ... وفاضتْ له من مقلتيَّ غروبُ
وما ذاك إلاَّ حين خبِّرتُ أنّه ... يمرُّ بوادٍ أنت منه قريبُ
يكون أُجاجاً دونكم فإذا انتهى ... إليكم تلقَّى طيبكم فيطيبُ
أخذه ابن المعتز فقال:
فلما انتهى قول السلام وردُّه ... لفظن حديثاً عطَّرته الملافظُ
أبو العباس الأعمى:
ليت شعري أفاح رائحة المس ... ك وما إن إخالُ بالخيف إنْسي
أنشد ابن الأعرابي:
على الميْتِ من بطن الجزيرة كلما ... مررْنا به أو لم نمرَّ سلامي
وما ذاك إلاَّ أنَّ زينب جرَّرتْ ... به الذيلَ لم تنزل لدار مُقامِ
كأنَّ تِجَاراً تحمل الطيبَ عرَّسوا ... به ثمَّ فضوا ثَمَّ كلَّ خِتامِ
وهذا كثير في أشعارهم قديماً ومحدثاً. وأحسنُ ما قيل في هذا المعنى قول الشاعر:
وأنتِ التي حبَّبتِ شغباً إلى بَدى ... إليَّ وأوطاني بلادٌ سواهُما
حللتِ بهذا حلّة بعد حلّة ... بهذا فطاب الواديان كلاهُما
ومثله لأبي نواس:
لمن دِمنٌ تزداد حُسنَ رسوم ... على طول ما أقوتْ وطيبَ نسيمِ
نام کتاب : حماسة الخالديين = الأشباه والنظائر من أشعار المتقدمين والجاهليين والمخضرمين نویسنده : الخالديان جلد : 1 صفحه : 19