responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجتنى نویسنده : ابن دريد    جلد : 1  صفحه : 37
بحسن العزاء عند النوائب، ومن احب ان يكتم فقره فلا يقبل معروف من يلتمس مكافأته، وأنا زعيم لمن ترك فضول القول باجلال والى النهى له.
وقال آخر: لا تشعر قلبك الهم بما فات فيشتغل ذهنك عن الاستعداد لما تأتى به الأيام، وكن بحسن الظن بما عند الله اوثق منك بما في يدك فانك تضن بما في يدك وذلك على الله يسير، وفى كل حركة وساعة امر حادث وقدر جار بتبديل الأحوال وانتقال الدول.
وقال آخر: تجنبوا المنى فانها تذهب بهجة ما خولتم وتستصغرون مواهب الله عندكم، وتعقبكم الحسرات على ما وهمتموه منها انفسكم وهى مكيدة من مكايد ابليس للعبد، وختل له عن الشكر واستدراج الى استصغار عظيم المواهب.
وقال: من اظهر لك بشرا وهو يكنّ بغيا فقد تلقاك بما تحب، وأخفى ما تكره فان كان يقدر على دفعه فان ما احتجن من الأذى، وأظهر لك ما تهوى وآثرك بحسن المكاشرة على حظه من السلامة، وحسب امرئ من عدوه ان عرف ذلك منه، وان من عرفك عداوته فقد بصرك مواقع نبله ومن فهم عنه لم تنله سهامه.
آخر: يجب على ذى السعة في رأيه والفضل في خصاله ان يتطول [1] على حساده بنظره، ويتحرى لهم المنافع فانه بلاء غرسه الله له فيهم ثم لم يسلطهم عليه فهم يعذبون بحركات الحسد في وقت مسرته بما اكرم به.
وقال آخر: الحقد غصة لا يسيغها الا الظفر، والحسد شجى قادح لا يدفعه عن صاحبه الا بلوغ أمله فيمن قصده بحسده وأنى له بذلك، وقد قيل: من كنت سببا لبلائه فالواجب عليك التلطف له في علاجه من دائه.

[1] في نسخة المتحف: أن يطول.
نام کتاب : المجتنى نویسنده : ابن دريد    جلد : 1  صفحه : 37
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست