نام کتاب : أنس المسجون وراحة المحزون نویسنده : الحلبي، صفي الدين جلد : 1 صفحه : 223
فيه على أن أقبل منه فيك؟ قال: لا. قال: فكفّ عن الشّرّ يكفّ عنك.
591 - وقيل: قدّم رجل رجلا في حكومة إلى زياد بن أبيه، فقال:
يا زياد، خصمي هذا يدلّ بخاصّة منك. فقال زياد: صدق، وسأخبرك بما ينفعه باختصاصه منّي، إن يكن الحقّ له عليك، أخذتك به أخذا عنيفا، وإن يكن الحقّ لك عليه قضيت لك عليه، ثم قضيت عنه.
592 - وقيل: ولي محمّد بن عليّ إرمينية، فاجتمع يوما إلى كاتبه جماعة وقالوا: إن هاهنا ضياعا قد انقطعت، وحقوقا قد بطلت، وأموالا قد احتجنت. فكتب رقعة بما ذكره القوم إلى محمد بن عليّ، فقرأها ووقّع على ظهرها: قرأت هذه الرّقعة المذمومة وأنكرتها، وأنا أنهاك إلى مثلها، لأنّ سوق السّعاية عندنا كاسدة، وتجائرها بائرة، وألسنتهم في أيامنا معقولة.
فذمّ [1] التّكشّف والتّتبّع؛ فإنّهما يعقبان ذمّا وإثما، وأجر الناس على عوائدهم وقوانينهم، وسهّل رسومهم التي جرت عادتهم بها؛ فإنا لم نرد إلى ناحية لإحياء الرّسوم العافية، والنّظر في السّنن الخالية، فإنّما هي أيّام تمضي ومدّة تنقضي، فإمّا ذكر جميل أو جزاء طويل، وإيّاك وقول جرير ([2]):
وكنت إذا حللت بدار قوم … رحلت بخزية وكشفت عارا (3)
فأجهر الدّعاء لنا ولا علينا، والسّلام.
593 - وقيل: شتم رجل الشّعبيّ، فقال: إن كنت صادقا فغفر الله لي، وإن كنت كاذبا فغفر الله لك.
592 - الخبر بنحوه في محاضرات الأدباء 1/ 80. [1] كذا الأصل ولعلها تحريف فدع. [2] البيت في ديوانه 2/ 887 من قصيدة لجرير يهجو بها الفرزدق. مطلعها:
ألا حيّ الديار بسعد إنّي ... أحبّ لحبّ فاطمة الديارا
(3) رواية الديوان: وتركت عارا.
593 - العقد الفريد 2/ 276.
نام کتاب : أنس المسجون وراحة المحزون نویسنده : الحلبي، صفي الدين جلد : 1 صفحه : 223