responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أنس المسجون وراحة المحزون نویسنده : الحلبي، صفي الدين    جلد : 1  صفحه : 225
وإن يفن ما تعطيه في اليوم أو غد … فإنّ الذي أعطيك يبقى على الدّهر
597 - حدثني الشيخ الصالح أوحد الدين الكرماني [1] قال: كان بهراة [2] رجل [3] قد خصّه الله بتشبيه الخطوط، وحكاية خطّ من شاء، قال: فكتب هذا الرّجل توقيعا عن السّلطان شهاب الدّين الغوريّ [4]، صاحب هراة إلى النّواب بها بمبلغ خمس مئة دينار لنفسه، وحكى خطّ الكاتب، وتوقيع السّلطان، وأحضره إلى النّواب، فلمّا وقف النائب عليه قبّله وقبله بالسّمع والطّاعة، وهمّ ليوصله المبلغ في وقته، فتناول النّاظر التّوقيع ليشاهده، وكان يعرف الرّجل بالتّزوير، فلما شاهده شكّ فيه، وتقدّم إلى النّائب، وقال له مسرّا:
المصلحة تأخير المبلغ إلى حيث معاودة السّلطان في ذلك، فإنّ هذا الرّجل معروف بالتّزوير. وكان السّلطان منتزحا عن هراة في بعض حروبه، فقال له النّائب: تؤخّرنا أياما إلى حين تحصيل المبلغ. فعلم الرّجل أنّه قد علم بحاله، فقام وهو لا يعلم أين يهتدي، وركب لوقته وقصد السّلطان، فلمّا وصل مخيّمه طلب الإذن في الحضور، فلمّا أذن له، طلب الخلوة، فلمّا خلا الموضع، قال: يا مولانا، قد فعلت كيت وكيت، وذكر قصّة التّوقيع، وقد حضرت مقرّا بذنبي، فإن قتلتني فحقّ لك، وإن عفوت عنّي فبفضلك.

[4] - وإنك إن أعطيتني ثمن الغنى ... حمدت الذي أعطيك من ثمن الشكر
[1] تقدمت ترجمته صفحة (14).
[2] هراة: مدينة عظيمة مشهورة من أمهات مدن خراسان. معجم البلدان.
[3] جاء في البداية والنهاية 13/ 43 في وفيات سنة (601): أبو غالب بن كمنونة اليهودي الكاتب كان يزوّر على خط ابن مقلة من قوة خطّه، توفي لعنه الله بمطمورة واسط. . فلعله هو.
[4] شهاب الدين الغوري، أبو المظفر محمد بن سام صاحب غزنة، وكان ملكا جليلا مجاهدا، واسع الممالك حسن السيرة، وهو الذي حضر عنده فخر الدين الرازي وقال: يا سلطان، لا سلطانك يبقى ولا الرازي يبقى وإن مردنا إلى الله. فانتحب السلطان يبكي، قتلته الإسماعيلية بعد قفوله من غزوة الهند سنة (602). الكامل 12/ 212، والعبر 5/ 4، والبداية والنهاية 13/ 43.
نام کتاب : أنس المسجون وراحة المحزون نویسنده : الحلبي، صفي الدين    جلد : 1  صفحه : 225
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست