نام کتاب : أنس المسجون وراحة المحزون نویسنده : الحلبي، صفي الدين جلد : 1 صفحه : 230
صالح [1] فأقام بها مدّة، ولم يتهّيأ له مدح ابن صالح ولا الاجتماع به، فقفل عن حلب، فلمّا سار عنها أخبر ابن صالح به، فأنفذ من ردّه، وتقدّم إلى القاصد أن يستعلم ما عنده من حمد أو ذمّ، فلّما لحقه القاصد سأله عن صناعته، قال: أقول الشّعر والأدب. فقال له: لم لا مدحت الأمير مع محبّته للأدب؟ قال: لم أجد لي عنده وجها. قال: فهلاّ هجوته؟ قال: لم يسىء فأذمّه، ولا أحسن فأشكره، وإنّما أنا صاحب سلعة إن نفقت عنده وإلا نفقت عند غيره. ثم أعاده واجتمع بابن صالح، ومدحه بقصيدة أثابه عليها ألف دينار [2]، وأقطعه أقطاعا تغلّ في كلّ سنة جملة، وأقام في خدمته، ثم درات دوائر الدّهر، وتقلّبت صروف الزّمان، وانقرض ملك آل صالح [3].
وملك حلب شرف الدّولة [4]، وطلب ابن حيّوس الحضور بين يديه وامتداحه، فقيل لشرف الدولة: هذا لا ينشد شعره إلا وهو جالس، والأمير ملك عن كثب، ولا بدّ من إقامة الحرمة. قال: فما الحيلة؟ قال: يفرش [4] - مدح أمراء الفاطميين معرضا بخصومهم، نائلا منهم وبخاصة من آل مرداس، والعباسيين، ولمّا اخّتل أمرهم رحل إلى حلب سنة 464 هـ وانقطع إلى بني مرداس فمدحهم بعد الاعتذار، وعاش في كنفهم إلى أن مات سنة 473 هـ الأعلام، وانظر وفيات الأعيان 4/ 438، والوافي بالوفيات 3/ 118. وسير أعلام النبلاء 18/ 413، ومقدمة الديوان. [1] وهو محمود بن نصر بن صالح المرداسي كان شجاعا حازما توفي سنة 467 هـ. [2] وهذه القصيدة اعتذار ومدح مطلعها:
قفوا في القلى حيث انتهيتم تذمّما ... ولا تقتفوا من جار لمّا تحكّما [3] وهم بنو مرداس، وكان ابن حيّوس قد عاش في ظل محمود وابنه نصر بن محمود وأخيه سابق بن محمود. وله مدائح فيهم، وكان انقراض دولتهم سنة (473). [4] شرف الدولة، مسلم بن قريش بن بدران العقيلي، كان صاحب الموصل وربيعة ومضر استولى على قلعة حلب، وأخذ الجزية من بلاد الروم، رام الاستيلاء على بغداد بعد طغرلبك، فقتل في المعركة بأرض أنطاكية سنة 478 هـ، كان شجاعا جوادا نافذ السلطان، عمّ بلاده الأمن في أيامه. الأعلام.
نام کتاب : أنس المسجون وراحة المحزون نویسنده : الحلبي، صفي الدين جلد : 1 صفحه : 230