نام کتاب : أنس المسجون وراحة المحزون نویسنده : الحلبي، صفي الدين جلد : 1 صفحه : 39
عليه، فأذن لي، فدخلت فإذا هو في شملة [1] يخلط بزرا لعنز له حلوب، فخبّرته بمجتمع الناس، فأمهل حتى أكلت العنز، ثم غسل الصّحفة، وصاح: يا جارية، غدّينا. فأتته بزيت وتمر، قال: فدعاني، فقذرته أن آكل معه [2]، حتى إذا قضى من أكله، وثب إلى طين ملقى في الدار، فغسل به يده، ثم صاح: يا جارية، اسقيني ماء. فأتته بماء، فشربه، ومسح فضله على وجهه، ثمّ قال: الحمد لله ماء الفرات، بتمر البصرة، وزيت الشّام، متى نؤدّي شكر هذه النعمة! ثمّ قال: عليّ بردائي. فأتته برداء عدنيّ فارتدى به على تلك الشّملة.
قال الأصمعي: فتجافيت عنه استقباحا لزيّه، فلمّا دخل المسجد صلّى ركعتين، ثمّ مشى إلى القوم، فلم تبق حبوة [3] إلاّ حلّت إعظاما له، ثمّ جلس فتحمّل جميع ما كان بين الأحياء [4] في ماله، وانصرف.
54 - وقال بعض الحكماء: إنّ عندنا من نعم الله ما لا نحصيه مع كثرة ما نعصيه، فما ندري ما نشكر له: جميل ما نشر، أم قبيح ما ستر، أم عظيم ما أبلى، أم كثير ما أعفى؟
= وهو صغير. انظر أسد الغابة 3/ 40. وكتب في الهامش: في نسخة القعقاع. [1] الشّملة: كساء دون القطيفة، أو مئزر من صوف وشعر يؤتزر به. اللسان (شمل). [2] في الهامش: وفي المستجاد: قال: فدعاني لآكل معه، فوافقته حتى قضى إربه من الأكل-وفي المطبوع من المستجاد 209: فدعاني لآكل معه فأكلت. وفي نسخة (ز) من المستجاد: فاستقذرته؛ فامتنعت. [3] احتبى بالثوب اشتمل، أو جمع بين ظهره وساقيه بعمامة ونحوها. [4] في الهامش كتب ما نصّه: بين الحيين من الديات، ونهض وهو سيد القوم لفعله.
نام کتاب : أنس المسجون وراحة المحزون نویسنده : الحلبي، صفي الدين جلد : 1 صفحه : 39