نام کتاب : أنس المسجون وراحة المحزون نویسنده : الحلبي، صفي الدين جلد : 1 صفحه : 99
فقد ولدك.
يا أماه، المقام في هذه الدار قليل زائل والمقام في دار الأبد دائم.
فلما مات الإسكندر جعل جسده في تابوت من ذهب، وحمل إلى الإسكندرية إلى دار الملك، وجعل التابوت في وسط إيوانه الذي كان يجلس فيه على السّرير، وقيل لحكماء اليونانية والعظماء: ادنوا منه، وأحد قوا به، وتكلّموا على هذا الجسد السّاكن [1].
فقال فلليمون الحكيم: هذا يوم عظيم العبر أقبل من شرّه ما كان مدبرا [2]، وأدبر من خيره ما كان مقبلا. فمن كان باكيا على زوال ملكه فليبك [3].
وقال ميلاطوس الحكيم الأول: أيّها السّاعي المغتصب، ما خانك عند الاجتماع وودعك عند الاحتياج، فلا قرابة يزورك، ولا وزير يتفقّدك.
وقال الحكيم الثاني: هذا الإسكندر قد ذهب زهرة بهجته كما أذهب الشّعاع من الشّمس نور النبات.
وقال الحكيم الثالث: هذا الإسكندر صاحب الأسرى قد أصبح أسيرا.
وقال الرّابع: انظروا إلى حلم النائم كيف انقضى، وإلى ظلّ الغمام كيف انجلى؟. [1] أقوال الحكماء في مروج الذهب 2/ 10 (676) وهي ثلاثون قولا، وفي نشوار المحاضرة 7/ 257 وهي عشرة أقوال، وهي كذلك في ذيل تجارب الأمم 3/ 76. وفي المنتظم 7/ 117، وفي زهر الآداب 3/ 91 أحد عشر قولا، وفي مختار الحكم (240) أربعة عشر قولا. وهنا (100) مئة قول. [2] في الأصل مدبر. [3] في مروج الذهب 2/ 11: فمن كان باكيا على زوال ملكه، فليبكك.
نام کتاب : أنس المسجون وراحة المحزون نویسنده : الحلبي، صفي الدين جلد : 1 صفحه : 99