responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أمالي نویسنده : ابن الشجري    جلد : 0  صفحه : 189
وتفوق أمالى ابن الشجرى كلّ هذه الأمالى: حجما ومادّة، فقد بلغت مجالسها أربعة وثمانين مجلسا، استغرقت من الصفحات قدرا كبيرا، وعرض فيها لمسائل من النحو والصرف واللغة والأدب والبلاغة والعروض والتاريخ والأخبار. ولئن طوّف ابن الشجرى بكل هذه الفنون، إلا أنه ظلّ مشدودا إلى مسائل النحو والصرف، مما جعل العلامة البغدادى يضع «أمالى ابن الشجرى» ضمن مراجعه فى علم النحو [1].
وتنفرد أمالى ابن الشجرى بظاهرة لم تعرف فى الأمالى الأخرى، وهى ظاهرة التأريخ للمجالس، غير أنّ هذه الظاهرة لم تطّرد فى كلّ المجالس، فقد بدأت بالمجلس الثامن الذى أرّخ يوم السبت مستهلّ جمادى الأولى، من سنة أربع وعشرين وخمسمائة، وفى يوم السبت التالى له كان المجلس التاسع، وأرخ المجلس العاشر يوم السبت الثانى والعشرين من الشهر نفسه، وعقد المجلس الحادى عشر يوم السبت سلخ الشهر المذكور، ولم يؤرخ للمجلس الثانى عشر، وأرخ المجلس الثالث عشر يوم السبت رابع جمادى الآخرة، ولم يؤرخ للرابع عشر، لاتصاله بما قبله، ثم أرخ الخامس عشر يوم السبت ثامن وعشرين من جمادى الآخرة، ثم تتابعت المجالس بعد ذلك كل يوم سبت، حتى المجلس الثانى والعشرين الذى أرخ يوم الثلاثاء من جمادى الأولى، سنة ست وعشرين وخمسمائة. ومعنى ذلك أن بين المجلس الحادى والعشرين والثانى والعشرين نحو سنتين توقف فيهما الإملاء.
ثم تتابعت المجالس بعد ذلك التاريخ، كل يوم ثلاثاء، وقد تتوقف أسبوعين أو ثلاثة. ثم توقف الإملاء بين المجلس الحادى والثلاثين [2]، المؤرخ يوم الثلاثاء الثالث والعشرين من شوال، سنة ست وعشرين وخمسمائة، وبين المجلس الثانى والثلاثين المؤرخ يوم السبت ثامن شهر ربيع الأول، سنة ست وثلاثين وخمسمائة.
ومعنى هذا أن الإملاء قد انقطع عشر سنوات، وهذه فجوة كبيرة، فهل توقّف ابن الشجرى طيلة هذه المدّة عن الإملاء، أم أن هذه التواريخ من صنع بعض التلامذة المستملين الذين قد يتطرّق الوهم إلى ذاكرتهم فى تسجيل التاريخ؟

[1] خزانة الأدب 1/ 18.
[2] ثبت من استقراء نسخ الأمالى أن هذا المجلس هو ختام الجزء الأول من الأمالى. ويأتى حديث ذلك.
نام کتاب : أمالي نویسنده : ابن الشجري    جلد : 0  صفحه : 189
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست