نام کتاب : أمالي نویسنده : ابن الشجري جلد : 0 صفحه : 93
والستين مسألة للكلام على «ترين». قال: سئلت عن (ترينّ) فى قول الله سبحانه: {فَإِمّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً} وذكر السائل لى أن الواعظ المعروف بالشعرى امتحن الناس بهذه اللفظة على الكرسى، فقال: ما المحذوف منها، وما وزنها؟ فرأيت أن أقدم أسّا يبنى الكلام فيها عليه.
ثم أجاب ابن الشجرى بكلام طويل، تضمن فوائد صرفية جيدة، وقال فى آخر إجابته: «فأحسن تأمل ما ذكرته، فقد بالغت فى إيضاح المسئول عنه بتوفيق الله».
ومسألة «ترينّ» مما أكثر الصرفيّون الكلام فيه، ولم أجد أحدا من السابقين على ابن الشجرى-فيما بين يدىّ من كتبهم المطبوعة-أشبع الكلام فيها على هذا النحو.
وقد انتزع ابن الشجرى شواهد كثيرة من الكتاب الحكيم لما عرض له من مسائل علم البلاغة، فقد استشهد للاستعارة والتكرير والترصيع والخبر والاستفهام والأمر والنهى [1]، ثم كانت له مع المفسرين وقفات، ردّ عليهم فى بعضها، وزاد على أقوالهم فى بعضها الآخر [2].
وقد عرض ابن الشجرى لبعض الآيات المشكلة التى يشكك بها الملاحدة، قال فى المجلس الثامن: «تأويل قوله تعالى: {قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً} هذه الآية من الآى المشكلة التى تعلقت بها الملحدة، وأنا إن شاء الله أكشف لك غموضها وأبرز مكنونها. . . .» إلى آخر ما ذكر.
وابن الشجرى فيما استخرجه من شواهد القرآن الكريم-نحوا وصرفا ولغة ومعانى-يحرص كثيرا على ضمّ النظير إلى نظيره، وربط آى القرآن بعضها ببعض، وذلك [3] «لأن مجاز القرآن مجاز الكلام الواحد والسورة الواحدة» قالوا: والذى يدل [1] المجالس: الحادى والثلاثون، والثانى والثلاثون، والرابع والثلاثون. [2] المجالس: الثانى والخمسون، والثالث والستون، والخامس والسبعون. [3] المجلسان: الرابع والأربعون، والسابع والستون.
نام کتاب : أمالي نویسنده : ابن الشجري جلد : 0 صفحه : 93