صلى الله عليه وسلم - ولنا فيه أُسوة حسنة - يمزح ولا يقول إلا حقاً، ومازَحَ عجوزاً فقال: " إن الجنة لا يدخلها عجوز ". وكان في عليٍّ عليه السلام دُعَابة، وكان ابن سِيرين يمزح ويضحك حتى يسيل لُعابه، وسئل عن رجل فقال: توفى البارحة، فلما رأى جزع السائل قرأ: " اللهُ يَتَوَفَّى الأنْفُسَ حينَ مَوْتِها والَّتي لمْ تَمُتْ في مَنَامِها " ومازح معاوية الأحنف بن قيس فما رؤُي مازحان أوقر منهما، قال له معاوية: يا أحنف، ما الشيء المُلَفَّف في البِجَادِ؟ قال له: السَّخينةُ يا أمير المؤمنين؛ أراد معاوية قول الشاعر:
إذا ما ماتَ ميتٌ من تَميم ... فسرَّكَ أن يعيشَ فجيء بزادِ
بخبزٍ أو بتمر أو بسَمْن ... أو الشيء المُلَفَّفِ في البجادِ
تراهُ يطوفُ الآفاق حِرْصاً ... ليأكلَ رأسَ لقمانَ بنِ عادِ
والملفَّف في البجاد وَطْبُ اللبن، وأراد الأحنف أن قريشاً