وقال ابن كثير: "العرش في اللغة: عبارة عن السرير الذي للملك، كما قال تعالى: {وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ} [1] وليس هو فلكا، ولا تفهم منه العرب ذلك، والقرآن إنما نزل بلغة العرب، فهو سرير ذو قوائم ... "[2].
وأنه ذو قوائم: قال شارح "الطحاوية": "قد ثبت في الشرع أن له قوائم تحمله الملائكة، كما قال صلى الله عليه وسلم: "فإن الناس يصعقون، فأكون أول من يفيق، فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش، فلا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقة الطور" 3"[4].
وأنه مخلوق: قال الحافظ ابن حجر: "قوله: {وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [5] إشارة إلى أن العرش مربوب، وكل مربوب مخلوق ... ، وفي إثبات القوائم للعرش دلالة على أنه جسم مركب له أبعاض وأجزاء، والجسم المؤلف محدث مخلوق"[6].
وقد جاء ذكر خلق العرش في حديث أبي رزين العقيلي قال: يا رسول الله، أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه، قال: "كان في عماء، ما فوقه هواء، وما تحته هواء، ثم خلق عرشه على الماء" [7]. [1] سورة النمل، الآية: 23.
2البداية": (1/ 11، 12) .
3 سيأتي تخريجه ص ا4.
4 "شرح العقيدة الطحاوية": ص 310، 311.
5سورة التوبة، الآية: 129.
6 "فتح الباري": (13/ 455) . [7] سياتي تخريجه في التحقيق تحت رقم 7.