responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد التليد في اختصار الدر النضيد = المعيد في أدب المفيد والمستفيد نویسنده : العَلْمَوي    جلد : 1  صفحه : 68
دعا بطيب فمسح بيديه وعارضيه، وكان مالك[1] إذا أراد أن يحدث توضأ وجلس على صدر فراشه وسرح لحيته وتمكن في جلوسه بوقار وهيبة، فقيل له في ذلك فقال: أحب أن أعظم حديث رسول صلى الله عليه وسلم، وكان يكره أن يحدث في الطريق، أو وهو قائم[2]، إلى غير ذلك من فعالهم المحمودة، وتوقيراتهم المشهورة المعدودة، نفعنا الله بهم وبعلومهم.
وأما الفقه وأصله في اللغة الفهم[3]، وقيل: فهم الأشياء الدقيقة، وقيل: التوصل إلى علم غائب بعلم مشاهد، وهو في الاصطلاح المقصود: علم بحكم شرعي فرعي مكتسب من دليل تفصيلي، سواء كان من نصه أو استنباطا منه، وهذا أحسن ما قيل في حده، وموضوع الفقه أفعال المكلفين من حيث عروض الأحكام المذكورة لها، واستمداده من الكتاب والسنة والإجماع والقياس وسائر الأدلة المعروفة، وفائدته امتثال أوامر الله تعالى واجتناب نواهية المحصلان للفوائد الدنيوية والأخروية، ومحل هذا كله أصول الفقه.
ومما ورد في فضل الفقه وآدابه أخبار؛ منها: "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين" [4]، وخبر: "فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد"[5]، وقوله صلى الله عليه وسلم: "خصلتان لا تجتمعان في منافق: حسن سمت، ولا فقه [6] في

[1] هو أبو عبد الله، مالك بن أنس بن مالك الأصبحي الحميدي: إمام دار الهجرة، وأحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة، وإليه تنسب المالكية، كان صلبا في دينه، بعيدا عن الأمراء والملوك، مولده ووفاته في المدينة سنة 179هـ. وفيات الأعيان 4/ 135، والأعلام 5/ 257.
[2] صفوة الصفوة 2/ 178، ومفتاح الجنة 1/ 51.
[3] انظر اللسان والتاج "فقه".
[4] رواه البخاري 6/ 152، ومسلم 1037، والترمذي 2647، وأحمد في المسند 4/ 93، والبغوي 131، 132.
[5] رواه الترمذي 2683، وابن ماجه 222، والبيهقي في شعب الإيمان 2/ 267، وانظر أيضا كنز العمال 28752، ومجمع الزوائد 1/ 121.
[6] قال الحفني في حاشيته على الجامع الصغير: المعنى على الإثبات، فـ"لا" زائدة، وقال المناوي في التيسير: عطفه على حسن سمت بـ"لا" مع كونه مثبتا لكونه في سياق النفي، انظر فيض القدير 3/ 587.
نام کتاب : العقد التليد في اختصار الدر النضيد = المعيد في أدب المفيد والمستفيد نویسنده : العَلْمَوي    جلد : 1  صفحه : 68
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست