قال:
لقد كنا حينها شبابا.. وكنا نسير كل حين إلى ولي الله في الجبل، وكان يعلمنا،
ويرشدنا.. فإذا عدنا إلى مدينتنا نشرنا بينها تلك التعاليم، وقد أذن الله أن يرفع
ذلك الجهل، ويرفع معه كل أنواع البلاء التي كانت مرتبطة به.
قلت:
لكن كان الاستعمار جاثياعلى أرضكم.
قال:
لقد كان الاستعمار عقوبة لنا.. ولم يكن ليسكن بعد أن رأى عزتنا وكرامتنا وشجاعتنا
ووعينا.
قلت:
هل حاربتموه؟
قال:
وسرعان ما انتصرنا عليه، لأنه لم يكن يملك من سلاح سوى ضعفنا وعجزنا وتهاوننا..
فعندما رأى بعض ما أبدينا له من عزتنا، راح يفر من أرضنا، فما كان للمتكبرين أن
يسكنوا مع المعتزين.
قلت:
فكيف تولى هذا الحاكم أمركم، وما سر تمكين الله له؟
قال:
أنسيت ما وعدك به حاكمنا من سنن التمكين؟
قلت:
أجل.. لقد أخبرني أن بعض تلاميذه سيذكرها لي.
قال:
فأنا ذلك التلميذ.
قلت:
فما هي سنن التمكين التي استطاع بها ذلك الرجل أن يخرج من كهوف الذلة إلى قصور
التمكين.