responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 107

بدون إرادتك)

والتقيت بآخر، قال لي: (أنت تحمل مفاهيم ممتلئة بالغالطات عن الله.. فالله لم يخلق الإنسان ليسخره، ولا ليسلب حريته، ولا حتى ليعبده، لأن الله كامل في ذاته متكامل في صفاته، فهو لم يكن محتاجًا إلى عبوديتنا، بل نحن المحتاجون إلى ربوبيته)

ثم راح يضيف: (إن الله خلق الإنسان لكي يتمتع بنعمة الوجود في حضرته، فالإنسان هو نتاج محبة الله، ولهذا عندما أراد أن يخلقه رتب له الكون كله، ودبر له كل احتياجاته، ثم خلقه على أفضل صورة ممكنة)

والتقيت بعدها بعض المؤمنين الممتلئين بالأنوار التي لم أملك التهرب منها.. بل إنه هو الذي قصدني، وقال لي: ألست أنت الذي تنادي بالحرية؟

قلت: بلى..

قال: فاعلم أنك لن تنالها إلا بالإيمان بالله.. (فالمؤمن حرّ في ذاته.. فالذي هو عبد لله رب العالمين لا ينبغي له أن يتذلل للناس.. فكلما رسخ الإيمان قويت الحرية.. أما الحرية المطلقة التي تنادي بها، فليست سوى وحشية مطلقة بل بهيمية مطلقة.. فأنت ترى قسماً كبيرا من السفهاء والمهملين يريدون أن يظلوا أذلاء أسارى النفس الأمارة بالسوء فلا يروق لهم إلا العيش البهيمي الذي يطلقون عليه تمويها وزورا لقب [الحرية])[1]

وقال لي: (الحرية الخارجة عن القوانين الإلهية المنظمة لحياتنا والمنظمة لحياة كل شيء.. ليست سوى استبداد أو أسر بيد النفس الأمارة بالسوء، أو بـهيمية أو وحشية)

لكني لم أستمع له .. ولكل أصوات الحكمة التي كنت تناديني.. وظللت حياتي جميعا أعيش حياة الحرية.. عفوا حياة البهيمية.


[1] سيرة ذاتية، النورسي، ص: 99.

نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 107
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست