responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 106

تلك البيئة القاسية التي تعلمت منها هذه المعاني لرأيت رحمة الله متجلية في كل شيء.. ولرأيت يده الحانية، وهي تربت على كتفي، وتمنحني من الحرية ما لم أكن أحلم به.

سكت قليلا، ثم قال: لا أزال أذكر ذلك اليوم الذي منحني الله فيه الفرصة للتعرف على الحقيقة، ومراجعة أفكاري.. لكني أشحت عنها بكبريائي وغطرستي وتأليهي لنفسي.

أذكر ذلك اليوم الذي التقيت فيه رجل دين .. لا أعرف بالضبط على أي دين كان.. ولكنه كان مؤمنا بالله، ومتحمسا للدعوة إليه.. لقد قال لي بعد أن عرضت عليه أفكاري عن تحرير الوجود الإنساني من الوجود الإلهي: وهل وجود الله يزاحم وجودك.. إن الصورة التي تحملها عن الله خاطئة.. فالله أغنى من أن يزاحمك وجودك..

إنك تتصور الله كذلك المتكبر الجبار الذي (يسعى دائما لإخضاع الإنسان وإذلاله والحد من حريته عن طريق وصايا ثقيلة.. وتتصور الإنسان الذي يؤمن بوجود الله بمثابة عبد ذليل لسيد قاسٍ، يحاسبه على أقل خطأ يرتكبه، وقد أعد له العذاب الأبدي.. وتتصور الله بصورة الإله الذي يفرح ويُسر بعذاب الإنسان.. وكل هذا تصور مقلوب لا حقيقة له)[1]

فالله (نبع يفيض على كل أحد، وشمس تشرق على كل أحد، وخير يعم الكل، وحب يشمل الجميع.. شاء بإرادته أن يخلق الإنسان حرًّا مريدًا، ولم يندم قط على أنه وهبه حرية الإرادة حتى لو استخدم الإنسان هذه الحرية ضد الله ذاته، ورفضه وجدَّف عليه، بل إنه لا يقبل الإنسان إلا إذا جاء إليه بكامل إرادته.. فالله لا يقبل إلا البشر الأحرار، والله لم ولن يكون عدوًا للإنسان قط، فالإنسان موضع حب الله وتكريمه.. وقد أعد لنا ملكوتًا يتسع للجميع)

ثم ذكر لي ما قاله القديس أغسطينوس: (إن الذي خلقك بدون إرادتك لن يخلصك


[1] انظر: رحلة في قلب الإلحاد.

نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 106
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست