responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 105

وكتبت في السنة نفسها [مسرحية الذباب]، وتم عرضها على مسرح [لاسيتي] في باريس سنة 1943م في الوقت الذي كانت فيه فرنسا محتلة من ألمانيا..

وبما أن لهذه المسرحية شهرتها الكبرى، وعلاقتها بتصوراتي عن الله، وسبب إلحادي، فاسمحوا لي أن أذكر لكم مشهدا من مشاهدها.. لقد استوحيت فكرتها ـ مثل الكثير من أصدقائي الملاحدة ـ من أساطير هوميروس اليونانية القديمة.. وهي تهدف للثورة ضد الله، حتى يستطيع الإنسان أن يعيش حرًا، يفعل كل ما يريد بضمير مستريح.

ذلك المشهد الذي لا تزال صورته بين عيني هو خطاب [أوريست] للإله قائلة له: أنت يا جوبتر ملك الآلهة.. ملك النجوم والحجر .. ملك أمواج البحر.. ولكنك لستَ ملك البشر.. فيرد جوبتر، وهو رمز في المسرحية لله: ألست ملكك أيها الدودة الوقحة؟ من خلقك إذًا؟ .. فترد عليه أوريست: أنت. لكن ما كان عليك أن تخلقني حرًا.. فيقول جوبتر: منحتك الحرية لتخدمني.. فترد أوريست: لربما، إلا أنها انقلبت عليك، ولا نستطيع بعد شيئًا، لا أنت ولا أنا.. منذ أن خلقتني لم أعد ملكًا لك.. إنك حتى هذه الساعة كنتُ حجابًا على عيني وسدادًا من الشمع في أذني، خلقتني لأنفذ خططك.. وفجأة انقضت عليَّ الحرية وأتعبتني، وشعرت بنفسي وحيدًا كل الوحدة. ولم يبقَ شيء في السماء من خير أو شر، وما من أحد يلقي إليَّ أوامره.

لعل هذا المشهد يختصر تصوراتي عن الله، والتي جعلتني لا أرى حلا لنفيه عن حياتي، وتحققي بالحرية التامة إلا جحودي له.

نعم .. كان عقلي يرفض وجود الكون أو الإنسان أو الحياة من غير إله عليم قادر، له عناية مطلقة بعباده.. لكني كنت أخشى من هذا الإيمان أن يتسلط على حريتي.. فقد كنت أتصور الله مثل والدي تماما.. ذلك الوالد المتجبر الطاغية الذي فرحت بموته.

ولو أني خففت من غلواء حقدي على والدي، وعلى مجتمعي.. ورحت أتحرر من

نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 105
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست