responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 109

أسماعكم كتابي في الدفاع عن الإيمان.. فكما سمعتم الأول، فهلموا لتسمعوا الثاني.

لقد قلت في كتابي الأول [دفاعا عن الإلحاد]: (إنّ قضيّة الإلحاد هي واحدة مع العقل، مع المنطق، مع الحس الإنساني السّليم، حيث إن الرغبة في دحض الإلحاد هي ببساطة تمردٌ على القوانين الأساسية للتفكير المنطقي.. وإنكار الإلحاد هو الوقوع في الهلوسة، في الجنون، في العقلية الضّبابية للبدائيين، غير القادرة على التمييز بين الكينونة والعدم)

وأنا الآن أقول في كتابي الجديد الذي لم يسجله التاريخ [دفاعا عن الإيمان]: كل ذلك كذب.. فلا علاقة للإلحاد بالعلم، ولا بالمنطق.. ولا بالذهنية المتقدمة والمتحضرة.. ولا بالفكر الرصين.. والعقل السليم.. بل هو نوع من الهلوسة التي تبعدنا عن الواقع وعن الحقيقة، وتجعلنا نعيش عالما افتراضيا وهميا أسسته لنا نفوسنا الأمارة بالسوء.. ليحلو لها الجو بعد ذلك أن تفعل ما تشاء، وكما تشاء..

إن حال العقل الملحد لا يختلف عن حال رئيس العصابة الذي يستعمل كل وسائل الخداع ليقنع أفراد عصابته أنه لا وجود للشرطة، ولا للمحاكم، ولا للسجون، ولا لأي نوع من أنواع الرقابة.. وأنه بإمكانهم أن يرتكبوا جرائمهم، وهم في راحة تامة.. وكل ذلك مجرد خداع ومكر لا علاقة له بالحقيقة.. فالكلمات وحدها لا تلغي الموجود، ولا توجد المعدوم.. والمنطق المزخرف بأنواع الطلاء الكاذب لا يمكنه أن يغير الحقائق.

لذلك فإن ادعاء ارتباط الإلحاد بالعقل والمنطق، وارتباط الإيمان بالهلوسة والاغتراب الذهني كذب على الحقيقة.. ولو كان الأمر كذلك لكان كبار فلاسفة العالم، بل الذين أسسوا المنطق نفسه بجميع أنواعه مهلوسين ومغتربين..

ولو كان الإلحاد مرتبطا بالتقدم والتحضر، لكانت الأنظمة الإلحادية من أعدل الأنظمة وأكثرها رفاها، وذلك لم يتحقق في التاريخ، فالدول التي قامت على أسس إلحادية

نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 109
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست