responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 110

كانت أكثر الدول إجراما وتسلطا وظلما.. والمجتمعات التي قامت على الإلحاد مجتمعات للرذيلة والانحراف والشذوذ، وهي أبعد المجتمعات عن كل القيم الإنسانية.

لذلك لا تصدقوا ما قلت لكم.. فقد كنت أكذب عليكم، لأعطي نفوسكم تلك الحرية الوهمية، التي تجعلها تتحرك بعيدا عن كل القيم.

سكت قليلا، ثم نظر إلى كفه، وراح يقول: وقلت لكم أيضا في كتابي الأول، وأنا أدافع عن الإلحاد: (من الأكيد أن البراهين المنطقية على عدم وجود الله تهزّ بقوّة كيان المؤمنين، وتصدم ناكري الإلحاد من المفكرين المهادنين مع الدين أو المتعاطفين مع المؤمنين، خصوصا إذا بيّنت لهم أنه لا يمكن التمسّك بالعقل، ثم التضحية به لأجل الإيمان. فالمَرء لكي يؤمن يجب عليه أن يَخنق عقله، أن يلويه ويحوّل وجهته عمدا، أن يتحيّز باطلا لإثبات ما يريد بالفعل أن يصدق، يُجبره على مداهنة نفسه قصد إرساء وتدعيم ما يرغب في الإيمان به)

وهذا كله كذب وزور.. فالمؤمنون الصادقون لا تهتز عقيدتهم في الله بسبب تلك الزخارف التي يزينها الملاحدة.. وهم إذا حزنوا لا يحزنون إلا على ذلك العقل المجنون الذي راح يكذب على نفسه، ليجعلها ممتلئة بالوهم الكاذب..

والكذب والخداع لن يحول الحقائق أبدا.. والتفكير الرغبوي لا يمكنه أن يغير الأمور، بل هو ـ فقط ـ يخدع صاحبه، ويحتال عليه.

لهذا فإن تلك المقالات الخطابية التي كنا نرددها عن خنق المؤمن لعقله، وإصابته بالهلوسة والاغتراب ليس سوى نوع من أنواع الخداع التي كنا نتلاعب بها لنخفي الحقائق.

وهي لذلك لا تصلح إلا مع أولئك المذبذبين المترددين المقلدين الذين ورثوا الإيمان ولم يعيشوه.. أما المؤمنون الراسخون الصادقون فإن عقولهم أرسخ من أن يؤثر فيها تلك الزخارف.

نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 110
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست