responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 111

سكت قليلا، ثم نظر إلى أصحابه، وقال: لقد كانت الخدعة الكبرى التي مارستها لأدافع عن الإلحاد هي ذلك المفهوم الممتلئ بالمغالطات حول معنى الوجود.. لقد وضعت هذا السؤال [ما هو الوجود؟] في صلب كتابي، ثم رحت أجيب عنه بقولي: (إن الإجابة الصحيحة عن هذا السؤال تحلّ مسألة [وجود الله] وتمنح قضية الإلحاد الانتصار النهائي والتام.. الوجود يعني كل ما يمكن رؤيته، ولمسه، وإدراكه.. والإمكان هنا لا يعني أنه لا يوجد فعلا في هذه اللحظة إلا ما يمكن أن يُلقَى عليه بالبصر وتُوضَع عليه اليد ويُدرك بالعقل، ولكن بمعنى أنه حتى في حال لم يحدث هذا أبدا، فإن الشيء الموجود يجب أن يملك طبيعة تجعله قابلا لأن يكون مرئيا وملموسا ومُدركا.. [وجود] إذن، لا يعني شيئا آخر سوى هذا)[1]

لقد رددت بكلامي هذا كل ما قاله الأغبياء والمغفلون من أصحابي الملاحدة.. لقد رددت قول (ديلوس مكنون): (التخفي وعدم الوجود يتشابهان إلى حدٍّ كبير).. ورددت قول (جورج كارلن): (الأديان في الواقع أقنعت المؤمنين أن هناك رَجُلاً متخفيّاً يسكن الفضاء).. ورددت قول (وتني براون): (أنا لست ملحدة .. أنا ببساطة لا أؤمن بشيء لا وجود له؟).. ورددت قول (كارل ساغان): (لا تستطيع أن تقنع المؤمن بأي شيء فإيمانه لا يستند على أدلة وإنما على حاجة ماسة للإيمان)

لقد رددنا جميعا مثل هذه الكلمات، ونحن نطلب من الله أن يظهر نفسه بالأسلوب الذي نريده، لا الذي يريده.. لعلنا كنا نطلب منه أن يظهر كل فترة في السماء كجسم من الأجسام، ويقول أنا هنا .. أنا موجود؟.. وحينها سنتهمه بالنرجسية، أو بأنه يحاول إرهابنا لكي نضطر للاعتراف به وبتبعيته.. أو لعلنا كنا نطلب منه أن يتكلم بصوت مرتفع ليُسمع في


[1] دفاعا عن الإلحاد، ص20.

نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 111
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست