نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 120
الصوت في دماغك بواسطة جهاز حساس في تلك
اللحظة فيمكنك ملاحظة صمت مطبق يسود بداخله.
تركته بعد أن ملأني عتابا وسخرية، وفي
طريقة التقيت بصديق آخر، لعلكم تعرفونه.. إنه [جورج بركلي][1] حدثته عما جرى لي مع المخالفين لي من أصدقائي، فقال: (لقد كنت مثلك أعتقد
بأن الألوان والروائح وغيرها موجودة فعلاً لأني أدركها.. لكني بعد ذلك اكتشفت أنها
موجودة فقط بالاعتماد على أحاسيسنا.. وبذلك اعتبار الأحاسيس وحدها أداة المعرفة
واليقين)
ثم قال لي: أستطيع بواسطة النظر الحصول
على الأفكار ا لمتعلقة بالضوء والألوان بدرجاتها المختلفة واختلافاتها. وأستطيع
بواسطة اللمس إدراك ما هو قاسٍ وطري وحار وبارد ومقاوم.. وتزودني حاسة الشم
بالروائح وحاسة الذوق بالطعم، والسمع بنقل الأصوات.. وبما أن العديد منها تترافق
مع بعضها البعض فيمكن جمعها باسم واحد وبالتالي اعتبارها شيئاً واحداً.. وهكذا
فمثلاً إن لوناً من الألوان وطعماً ورائحة وشكلاً وتماسكاً يلاحظ أنها تتماشى مع
بعضها البعض تعتبر شيئاً واحداً له اسم تفاحة. ومجموعات الأفكار الأخرى تتألف من
الحجر، الشجرة، الكتاب وما شابه ذلك من الأشياء الحسية.
ولهذا عند معالجة المعلومات في مراكز الرؤية
والصوت والرائحة والطعم و اللمس، فإن دماغنا لا يواجه، خلال حياتنا، أصل المادة
الموجودة في الخارج، ولكنه يواجه الصورة التي تتشكل داخل دماغنا، وفي هذه المرحلة
سنخدع بسبب افتراضنا أن هذه الصور هي أمثلة على المادة الحقيقية الخارجية.
وقال لي: عندما تفكر في أنك تسمع صوت
التلفاز في الغرفة المجاورة، فإنك تقوم