نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 119
الضوء.. وحتى عندما نشعر بضوء النار
وحرارتها فإن داخل دماغنا شديد السواد ولا تتغير درجة حرارته أبداً)
ثم أضاف يقول: (إن الطبيعة المتعددة
الألوان، والمناظر الطبيعية المتوهجة، وجميع درجات اللون، اللون الأخضر وألوان
الفاكهة، وأشكال الأزهار، وإشراقة الشمس، وجميع الناس في شارع مزدحم والسيارات
تتحرك سريعاً مع حركة المرور، ومئات الثياب في مجمع تجاري وكل الأشياء الأخرى هي
عبارة عن صور تشكلت في هذه البقعة المظلمة وحتى تشكل الألوان في البقعة المظلمة لم
يكتشف بعد)
ثم قدم لي مقالة لـ [ر. ل غريغوري] يقول
فيها: (إن موضوع النظر مألوف جداً بالنسبة لنا بحيث نحتاج إلى قفزة خيال صغيرة حتى
ندرك أن هناك مشكلات يجب حلها. ولكن فكر في هذا الأمر. إن لدينا صوراً مقلوبة في
عيوننا، ونرى أشياء صلبة منفصلة في الفضاء المحيط. ومن خلال الأشكال الزائفة
الموجودة على الشبكية نستطيع إدراك الأشياء الموجودة في العالم. وهذا ليس بأقل من
معجزة)
ثم أردف يقول، وهو ينظر لي بسخرية: هذه
الحالة تنطبق على جميع حواسنا. الصوت واللمس والذوق والشم، فكلها تدرك على شكل
إشارات كهربائية في الدماغ..
ثم أمسك بأذني، وراح يقول: إن الدماغ
معزول تماما عن الصوت كما هو معزول عن الضوء.. ولهذا ومهما كان مقدار الضجيج في
الخارج، فإن داخل الدماغ ساكن تماماً. ومع ذلك فإن الدماغ يتلقى أدق الأصوات.. إن
هذه العملية دقيقة للغاية بحيث تستطيع أذن الشخص السليم سماع كل شيء بدون أية
أصوات تشويش أو تدخل.. وبواسطة دماغك، المعزول عن الصوت، وحيث الصمت المطبق،
تستطيع الاستماع إلى سيمفونيات فرقة الأوركسترا، وسماع جميع الأصوات في مكان
مزدحم، وتلقي كل الأصوات ضمن مجال تردد واسع، من صوت حفيف الورقة إلى أزيز طائرة
الجت. ومع ذلك إذا تم قياس مستوى
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 119