responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 122

قطعت المجلة..ورحت أكمل كتابي في الدفاع عن الإلحاد.. وعن حواسي التي كاد أولئك الفلاسفة والأطباء والفيزيائيين أن يسلبوا مني ثقتي بقدرتها على تمييز الموجود من المعدوم.

بعدها جلس، وراح ينكت بعود على الأرض، وهو يقول: أذكر ذلك اليوم جيدا عندما كنت في بلد من بلاد المسلمين، وقد رأيت حينها رجلا مقعدا مشلولا، لم يكن يتحرك منه إلا لسانه، ومع ذلك كان ممتلئا سرورا، ولم تظهر عليه أي علامة من علامات الاكتئاب أو الإحباط.

اقتربت منه وسألته عنه، وعن سر ابتسامته وفرحه، وهل يتعاطى بعض الأدوية التي سببت له ذلك السرور الذي لا يتناسب مع حالته..

فقال لي: أجل .. أنا أتعاطى دواء الإيمان.

قلت: ما تعني بذلك؟

قال: إن هذا الدواء جعلني أعلم علم اليقين أنني أعيش في هذه الحياة الدنيا مرحلة قصيرة فقط.. لا تساوي شيئا أمام الأزل والأبد.. وأعلم أنني بعد هذه المرحلة القصيرة سأعيش الحياة الأبدية الحقيقية التي أتنعم فيها بكل أصناف النعيم.. ولذلك لم أر مبررا لحزني ولا اكتئابي ولا يأسي.. فكل الحياة الدنيا لا تساوي ثانية واحدة من تلك الحياة الأبدية التي تنتظرني وأنتظرها بكل شغف.

لم أجد ما أقول له، لأني خشيت أن أحطم فيه هذا الإيمان، فيتحطم، ولا أستيطع بما لدي من معارف أن أجبره.. لكنه نظر في عيني، وكأنه قرأ سخريتي من حديثه فقال: يمكنك إلا تصدق قولي.. ويمكنك أن تعتبرني مجنونا لكنك لو نظرت إلى الكون ودقته وصنوف الجمال المبثوثة فيه، لعلمت أن صاحبه أعظم من أن يبتليني، ثم لا يحن علي.. وأعظم من أن يمن علي بنعمة الوجود، ثم يسلبني منها.. وأعظم من يريني دار ضيافته، ثم لا يدخلني

نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 122
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست