نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 123
إليها.
لم أجد ما أرد عليه، فقال، وهو يشير إلى
أعضائه المشلولة: أنت تتصور أنني هذه الأعضاء المشلولة المقعدة أمامك.. لست ذلك أنا
.. هذه مجرد كسوة لبستها .. أما حقيقتي فهي أعظم من ذلك.. لقد من الله علي بلطائف
كثيرة يمكنني أن أعيش في رحاب جمالها من غير أن أحزن على ما أصاب جسدي .. ومشكلة
الغارقين في أوحال أجسادهم أنهم ربطوا حياتهم بطينهم، فلم ينعموا بالفضائل
والمكرمات التي وهبها الله لأرواحهم.. لذلك تراهم يعيشون وجودا ناقصا محدودا لا
قيمة له.
سكت قليلا، ثم قال: لقد كانت هذه بعض
الأصوات التي نادتني للإيمان.. لكني بكبريائي وغروري لم ألتفت لها.. ورحت أمارس
حياة البهيمية المتحررة عن الله وعن كل القيم.
قال ذلك.. ثم راح يبحث مع زملائه في السراب
عن الماء.
ميخائيل
باكونين:
ما إن انتهى [جوزيبّي رينسي] من حديثه،
حتى قام رجل على تلة من تلال تلك الصحراء القاحلة، وكان في قمة الضعف والشحوب، وقد
بلغ به العطش مبلغا عظيما.
قام، وقال بصوت متقطع ممتلئ ألما:
اسمعوني أيها الناس.. فأنا المحارب الأعظم لله.. وأنا المتحدي الأعظم لوجوده
وخالقيته.. وأنا المتمرد الأعظم على سلطانه.. أنا [ميخائيل
باكونين[1]] صاحب ذلك الفكر المتمرد على كل شيء.. أنا الداعية الأكبر إلى الحرية
التي تتمرد على كل القيم والحقائق.. أنا الداعية الأكبر للفوضى .. اسمعوني
[1] ميخائيل باكونين [1814، 1876) روسي فوضوي،
وهو واضع أيديولوجية المذهب الفوضوي، ربط أفكار الحريات الفوضوية بحركة تحرر
الطبقة العاملة، وأرسى أسس الاشتراكية المناهضة للتسلط، كما أرسى أسس النقابية
الفوضوية نظرياً وممارسة، من أعماله [الله والدولة]، وهو أشهر أعماله الإلحادية،
ولذلك اخترناه هنا.
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 123