نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 129
النهار خلال القرن التاسع عشر في كل
المدارس الحكومية الأوربية وبتوجيه من الحكومات، ثم يدعون هذا تثقيف وتمدين الشعب!
أليس واضحًا بأن كل هذه الحكومات هي سجون منظمة وأداة تغبية وتتفيه للجموع؟)
ثم علقت على هذا بقولي: (أعلم بأنني
ابتعدت عن موضوع اهتمامي، وذلك لأن الغضب يتمكن مني كلما فكرت بالأدوات المنحطة
والإجرامية التي يستخدمونها لإبقاء الأمم في عبودية أبدية بدلاً من تحريرها، وهم
الأقدر على ذلك بلا شك)
أرأيتم.. لقد كان دليلي الوحيد على نفي
الله والدعوة لإلغائه هو ما رأيته من استبداد وخرافة.. وكان في إمكاني تمييز الدين
عن رجال الدين.. وتمييز ما يدعو إليه العقل من الدين عما تدعو إليه الخرافة.. ولكن
عقول الملحد كسول كما ذكرت.
سكت قليلا، ثم قال: لقد اعتبرت ـ كأولئك
التنويريين المغفلين ـ تحرر الإنسان من الله هو الوسيلة الوحيدة لتحضره وتطوره
وسيره في مراتب الكمال.. لقد قلت في ذلك: (لقد خلَّص الإنسان نفسه وفصلها عن
الحيوانية مؤسِّسًا بذلك ذاته البشرية، وعلى إثر ذلك بدأ تاريخه البشري المميز
بفعل العصيان والعلم أي بفعل التمرد والفكر)
ولهذا رحت أضع ثلاثة شروط للتطور البشري،
بشقيه الجمعي والفردي، وهي: [أولاً: الحيوانية الإنسانية .. ثانيًا: الفكر.. ثالثًا:
التمرد]، أما العنصر الأول، فهو وثيق الصلة بالاقتصاد الاجتماعي والخاص.. أما العنصر
الثاني، فيتصل بالعلم .. أما العنصر الثالث، فيتصل بالحرية.
وقد رأيت أن أكبر من يقف في وجه هذا
المشروع الكبير لتطور الإنسان هم الدعاة إلى الله أو إلى القيم التي لها علاقة
به.. ولهذا لم أحارب فقط رجال الدين، وإنما وجهت سيفي لكل داعية للمثل العليا، أيا
كان توجهه.. لقد قلت عن رجال الدين: (قضى رجال الدين وصناع القوانين والأنبياء
والمكرسون حياتهم في البحث عنه ولم يجدوا شيئًا غير
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 129