responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 131

البسيط نسبيًا إلى الأكثر تعقيدًا، وبدلاً من مواكبة الحركة الواقعية والتطورية بكل حكمة وعقلانية؛ حركة الانتقال من العالم اللاعضوي إلى العالم العضوي بما في ذلك النبات والحيوان والإنسان على وجه الخصوص، الانتقال من المادة الكيميائية أو الكائن الكيميائي إلى المادة الحية أو الكائن الحي، والانتقال من الكائن الحي إلى الكائن المفكر؛ ارتأى المثاليون أن ينحوا بالتحديد منحى مختلفًا يدفعهم إلى ذلك عماهم وهوسهم بهذا الشبح الإلهي الذي ورثوه عن علماء الدين. فانتقلوا من الأعلى إلى الأسفل، من السامي إلى الدنيء، من المعقد إلى البسيط. انطلقوا من عند الله سواء كان شخصًا أو مكونًا إلهيًا أو حتى فكرة. فكانت خطوتهم الأولى إلى تحقيق ذلك سقطة مروعة من القمة العظيمة للمثالية الأبدية إلى مستنقع العالم المادي، من الكمال المطلق إلى اللاكمال المطلق، من الفكرة إلى الكينونة أو بالأحرى من الكينونة السامية إلى العدم. أما متى وكيف ولماذا خلق هذا الكائن الإلهي الأبدي اللامحدود والكامل تمامًا لدرجة الارهاق الإنسان الفاني فهذا أمر لن يقدر أي مثالي أو عالم لاهوتي أو ماورائي أو شاعر أن يفهمه بنفسه أو يشرحه للعلمانيين)

ولهذا، فقد بذلت جهدا كبيرا في الانتصار لنظرية التطور، وللمادية المرتبطة بها.. ورحت كأبناء عصري المنبهرين ببعض الاكتشافات العلمية أستثمرها لنصرة المادية ومواجهة المثالية والدين.. لقد قلت في ذلك: (تُجمع مجمل فروع العلوم الحديثة على هذه الحقيقة العظيمة، هذه الحقيقة الأساسية والقاطعة، حقيقة أن العالم الاجتماعي، أو كما يجب تسميته العالم الإنساني أو الإنسانية باختصار، ما هو إلا التطور الأخير والأسمى، على كوكبنا على الأقل، والتجلي الأرقى للحيوانية. لكن كل تطور يتضمن بالضرورة نفيًا إما لقاعدته أو منطلقاته. تعبر الإنسانية عن النفي المدروس والتدريجي للعنصر الحيواني في الإنسان، وهذا النفي بحد ذاته، المنطقي بقدر ما هو طبيعي، وهو منطقي لأنه طبيعي وبالتالي أصبح تاريخيًا ومنطقيًا بحتمية تطور وتحقق كل القوانين الطبيعية في العالم، هذا النفي الذي

نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 131
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست