responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 135

سأذكر لكم أمثلة على ذلك .. لا أزال أذكرها، لأنها جلبت لي الكثير من الشهرة والأتباع.. ومعها الكثير من الأموال.. ووضعتني فوق ذلك في مصاف العباقرة العظام من أصحاب الإلحاد الجديد.

من تلك الصفعات قولي، وأنا أخاطب خصمي، وألكمه بلساني: (يجب على صانع هذا العالم إن وجد أن يجعله حفلة أبدية)

كنت أقول هذا كل حين.. وخاصة عندما تعرض مسائل الحياة بعد الموت.. وقلت مرة لمحدثي، وأنا أسخر منه: (يحدث لك في مرحلة ما من مراحل حياتك أن تجد من يربت على كتفك ولا يقول لك: الحفل انتهى، وإنما يقول: الحفل مستمر، وعليك أن تغادر الآن، وسيستمر الحفل بدونك)

وهنا يضحك الجمهور.. وهنا أنتفخ أنا.. ثم أقول: (هذه هي الفكرة التي تضايق البشر بشأن هلاكهم.. ولكن هب أنه بدلا من أن يقال لك هذا الكلام، قيل لك نقيضه التام: الحفل مستمر إلى الأبد، ولا يمكنك أن تغادر.. السيد صاحب المكان يصر على أن تبقى، ويصر أيضا على أن تقضي وقتا ممتعا)

ثم رحت أقص عليهم، لأمزج بين كل أساليب التشويق، فأقول: (لقد قرأت عن والد ديفيد.. وقد مررت أنا نفسي بوقت عسير على أثر وفاة والدي.. ولكن الأب الذي يقترحه أصحاب الديانات التي تؤمن بالخالق هو أب لا يموت.. فهو يطمئن أولاده: لا تقلقوا لن أترككم أبدا.. لن تروا نهايتي أبدا.. لن تسنح لكم الفرصة للشعور بالأسف على فقدي.. فأنا دائم الوجود.. أنا صاحب الديكتاتورية المحضة المطلقة.. وفي محاكمي ليس ثمة استئناف.. فهل حقا تعتقدون أن هذا سيسعد أي مخلوق عاقل ذي شعور أو النوع البشري أو أي كائن قادر على الشعور بأي شيء؟ أنا أشهد بأن هذا محال!)

وهنا يصفق الجمهور تصفيقا حادا.. وأزداد انتفاخا، وتزداد فطرتي انكماشا..

نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 135
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست