نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 134
يشاهدونها في الوسائل المختلفة.. وإنما
تعدى تأثيري إلى كثيرين اكتسبوا من لساني سلاطته.. ومن عقلي إلحاده.. ومن قلبي
غلظته.
وأصدقكم القول أنه لم يكن لدي حجج
فلسفية، ولا براهين علمية أستطيع أن أناقش بها خصومي، ولهذا كنت أستبدلها بلساني
السليط المتدرب على كل ألوان الاستهزاء والسخرية.
لقد كنت في بداية حياتي العملية مراسلا
صحفيا في مجلة من مجلات اليسار السياسي في أمريكا، وكنت لا أختلف في قدراتي العلمية
والثقافية عن عامة الصحفيين والمحررين ممن يكتبون في
أمثال تلك المجلات.
ولكن الذي أكسبني شهرتي العريضة تخصصي في النقد اللاذع العنيف للدين وأهله، فقد كان نقد الدين
تجارة مربحة لا تقل عن التجارة التي يمارسها رجال الدين المزيف.. لأن كليهما كان
يخدم مشروعا واحدا، وهو مشروع الشيطان.
وقد كان من الوسائل التي كسبت بها
جمهوري أني كنت أطلب منهم أن يلقبوني بعدو الإله .. أي أنني
لم أكن كأولئك المتواضعين من الملاحدة الذين وقف بهم إلحادهم عند حد الاعتقاد بعدم
وجود إله لعدم كفاية الأدلة، بل جاوزت ذلك لإعلان الحرب على مفهوم الإله نفسه، واعتقاد أنه هو الشر المحض ومصدر كل وبال في تاريخ البشرية!
لاشك أنكم سمعتم بالصفعة الهيتشية..
إنها صفعتي.. فأنا [هيتشنز] كنت أستعمل في محاوراتي أسلوب الصفع، لا أسلوب الحجة..
وأسلوب الصخب، لا أسلوب الهدوء والروية.. ولذلك كنت أفاجئ خصمي من حيث لا يحتسب..
لقد انتشرت صفعاتي تلك .. أو ضرباتي
القاضية في ساحات الملاكمة.. معذرة المناظرة.. وفرح بها الملحدون القساة الغلاظ كما
فرحت بها زمنا طويلا.. ولو أني لم أكن أؤمن بها.. ولا بما أقوله فيها.. لأني لم
أكن أؤمن إلا بنفسي.. وبضربتي القوية.
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 134