responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 160

والجلوس إليه.. لكنني اليوم وحدي.. لم يبق لي من أنيس سوى هذه الآلات المتعفنة التي عشت طول عمري أمجدها، وأدعو لها، وأمحو الله من أجلها.. وها أنا اليوم في صحبتها.. فلن ينال أحد في الدار الثانية إلا ما عاش في صحبته في الدار الأولى.

جلس فوق جهاز يشبه أجهزة الطرد المركزي الذي راح يتحرك به حركات عشوائية مختلفة، وكان يصرخ كلما زادت سرعته.. ثم ما لبث أن نزل عنه، وراح يقول بألم شديد: لقد أعطاني الله في الدار الأولى فرصا كثيرة جدا، كان يمكنني لو استثمرتها أن أكون الآن في محل آخر أكمل وأجمل.. لكنني لم أستفد منها، بل رحت أعلن من على منصتها الحرب على ربي، وتشكيل جيش من الأغبياء والمغفلين لذلك..

أذكر أنني كنت من عائلة أرستقراطية تسكن إنجلترا.. وكنت عضوًا في مجلس اللوردات.. فأنا سليل اللوردات النبلاء.. وكنت مع تلك الحالة المادية الطيبة، أحب الفلسفة والتفكير.. وكان من طالعي السيء أني رحت أستقبل همزات الشياطين باعتبارها خواطر فلسفية راقية.

أذكر أنني عندما كنت في سن الثامنة عشر كنت مؤمنًا بوجود الله.. لكني عندما قرأت حياة [جون ستيوارت مل]، وتساؤله الذي حيرني: (إن كان لكل سبب مُسبّب، ولكل فعل فاعل، ولكل حركة مُحرّك، فمن الذي أوجد المُسبّب الأول والفاعل الأول والمُحرّك الأول) رحت أرمي الإيمان، وأعتنق دين الإلحاد.

لقد ذكرت في كتابي [لماذا لستُ مسيحيًا] أنني عندما كنتُ طفلًا كانوا يقدمون لي [الله] باعتباره إجابة على كل الأسئلة التي تُثار عن الوجود، لكن عندما لم أجد إجابة عمن خلق الله انهار إيماني جملة.

ولم أهتم بعدها بالبحث عن حل لتلك المشكلة التي علقت في ذهني، وإنما رحت أدعمها، وأحاول بكل الوسائل أن أتملص من الإيمان.. بل رحت أرمي كل من يؤمن بالله

نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 160
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست