نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 159
لحظات حياتنا، وليس هناك ما يختلف حوله
الناس من تلك القوانين والمعطيات، فهل يختلف الناس على أن النار محرقة؟ وهل هذه
حقيقة من الحقائق الخارجية أم أنها وهم من أوهام الذات؟
قال ذلك، ثم راح يشعل عود ثقاب، ويقول:
سأجري الآن تجربةأخرى على تأثير النار على سترتي، وهل ستحرق أم لا.. لاشك أنها لن
تحرق، لأنه لا يوجد شيء اسمه علة وسبب.. فكل شيء وهم لا وجود له إلا في ذهني..
قال ذلك، ثم وضع الثقاب على سترته،
وانتظر إلى أن اشتعلت النار فيها.. وراح يصرخ من الفرح: ها قد احترقت.. ها قد نجحت
التجربة.. ثم ما لبت أن وصلت النار إلى جسده، فصاح يصرخ من الألم..
كان منظره وحالته تستدعيان شفقة كبيرة..
فقد كانت حالته لا تختلف عن حال المجانين إن لم تكن أشد منها.. لهذا تركته، ونظرت إلى
أنبوبة اختبار أخرى.
برتراندرسل:
كان في أنبوبة الاختبار رجل يبدو من
ملامحه صورة أعرفها جيدا، وكلكم يعرفها .. إنها صورة الفيلسوف الكبير [برتراند
راسل[1]]..
لكنها كانت مشوهة جدا، فقد اختلطت فيها الملامح الإنسانية بملامح فئران التجارب..
وكان من الصعب التمييز بينهما.
وقف يقول، والسيجار في فمه: لقد قمت
اليوم بما يكفي من التجارب.. سأخلد للراحة قليلا.. لقد كانت متعتي في ذلك العالم
الجميل الذي عشته في التأمل والتفكير والكتابة.. وقد عرف الكثير من الناس من هو [برتراند
راسل]، وكلهم حن إلى صحبته،
[1] برتراند راسل ( 1872 ـ 1970 )، إنجليزي،
أستاذ للفلسفة بجامعة كمبردج، وأحد أعلام المنطق الرياضي المعاصرين، أهم كتبه:
تاريخ الفلسفة الغربية، وتحليل المادة، وموجز الفلسفة، والمدخل إلى الفلسفة
الرياضية، وغير ذلك انظر: يوسف كرم 431.
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 159