responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 208

حركات كثيرة تشبه حركات المدمنين.. وكان العرق يتصبب من جسده، ولكنه يضم ثيابه إليه بقوة، وكأنه يشعر بالبرد.. ثم ما لبث حتى خف عنه بعض ذلك، وراح يستجمع أنفاسه، ويقول: أنا [مايكل مارتن[1]] .. صاحب المخدر الخاص بالمدمنين، لأشغلهم عن تشاؤمهم وآمالهم، وأضع لهم الرهانات التي يمكنهم أن يواجهوا بها رهانات المؤمنين، وتحدياتهم.

لاشك أنكم تعرفونني، وتعرفون الرهان الذي وضعته مقابل الرهان الذي وضعه باسكال حول وجود الإله.. وسميته [رهان الملحد].. لقد وضعته عام 1990 في كتابي [الإلحاد: تعليل فلسفي] الذي قلت فيه: (ليس هدفي من الكتاب جعل الإلحاد معتقدا شائع أو حتى الحيلولة دون كونه معتقدا غير منظور.. فهدفي ليس مثالي. .هدفي هو مجرد تقديم أسباب جيدة للإلحاد .. غرضي هو أن أبين أن الإلحاد موقف عقلاني، وأن الاعتقاد بوجود الله ليس كذلك.. إنني ادرك جيدا أن المعتقدات الإلحادية ليست قائمة دائماً على المنطق.. برأيي هي يجب ان تكون كذلك)

لقد ذكرت أن ذلك الرهان يعتبر عوضاً عن الجزاء الحسن للإيمان كما في رهان باسكال، فقد يجازي الإله ـ في حال وجوده ـ عدم الإيمان جزاء حسناً، وفي هذه الحالة قد يخاطر الشخص بخسارة السعادة الأبدية عن طريق الإيمان بإله دون دليل، عوضاً عن عدم الإيمان على نحو مبرر.

لست أدري هل فهمتم هذا الرهان أم لم تفهموه.. لأني أنا شخصيا صاحب الرهان، لم أستطع استيعابه، ولا فهمه، ولا تعقل ما فيه.. بل كنت خائفا كل حين من رهان [بليز


[1] مايكل ل. مارتن: (1932 ـ2015) فيلسوف أمريكي، وأستاذ فخري بـجامعة بوسطن، وهو متخصص في فلسفة الدين، على الرغم من أنه عمل أيضاً على فلسفة العلوم الطبيعية والإجتماعية، وفلسفة القانون.. وهو مؤلف ومحرر لعدد من الكتب، منها الإلحاد: تبرير فلسفيّ (1989)، مرافعة ضد المسيحية (1999)، استحالة الإله (2003)، لااحتمالية الإله (2006)، دليل كامبريج إلى الإلحاد (2006). هو أيضاً عضو في هيئة تحرير جورنال فيلو.

نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 208
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست