responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 230

عرض صورته العارية من كل لباس يسترها أو يزينها.

لقد فسرت الدين في فلسفتي المادية بكونه ليس سوى انعكاس لأمنيات البشر وتصوراتهم، ومن أجل منفعة الإنسانية الحقيقية، وحتى يرى الإنسان نفسه وحدة متكاملة.

لقد صحت في الجموع الملتفة حولي، والتي جمعت لي من المال ما يكفي لأيام كثيرة بعد انهيار مصنعي، وطردي من مسكني: إن الكيان الإلهي لا وجود له.. وإن الضمير اللانهائي ليس سوى ضمير للانهائية الضمير.. وبذلك فإن ضمير الإله ماهو إلا الضمير الشخصي للإنسان.. ومعرفة الإله ماهي إلا معرفة الإنسان لِذاته.. والإله ليس سوى محض تعبير عن الذكاء البشري، والإرادة البشرية، بما فيها الكمال والعدالة والحب.. وقد صاغ الخيال الإنساني كيانا سماه [الإله] ليجسّد كل ما عنده من غرائز وقوى بشكل متكامل.

وقلت لهم: أما الدين فليس سوى سلوك الإنسان تجاه ذاته، وكأنه يتعامل مع كيان آخر.. ففي الدين يفصل الإنسان كيانه النهائي الفردي، عن كيانه اللانهائي كنوع، ويزيّن الأخير بنفائس الصفات، ثم يبدأ بعبادته.

وقلت لهم: إن التمييز الخاطئ بين الصفات البشرية والصفات الإلهية (أي فوق البشرية)، يؤدي إلى أن الفرد (الأنا الأول) يستشعر أنه ذو قيمة دونية، ومفعم بالخطايا، بينما يُبجّل نصفه الثاني (الأنا الآخر) كإله (كيان النوع البشري).. وينتج عن ذلك معاناة الإنسان من حدوث انفصام شخصي، واغتراب، وبؤس.

وقلت لهم: إن الإنسان هو الذي ابتدع فكرة الإله ليكون على شاكلته.. وقد آن الأوان لكي يستعيد العقل البشري حسيته، حتى تعود الوحدة الموضوعية بين الجسد والعقل.. وذلك ما أطلق عليه أصحابي [المادية الإنسانية]

لم أكتف بطرح تلك الأفكار على أولئك العمال البسطاء من أهل مدينة [بافاريا] الألمانية، وإنما رحت أسجله في الدفاتر والكتب، وأنشره بين الناس، ليبقى تأثيره في

نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 230
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست