responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 233

بدقة أثر منحه ووحيه؛ إنه يراقب الإنسان في كل ما يفعل؛ إنه يعرف كل شئ، حتى أكثر الأشياء دنيوية وعمومية وعرضية)

وقلت: (الإنسان في علاقته بالإله ينكر معرفته وأفكاره ذاتها كي يضعها في الإله. الإنسان ينكر شخصيته؛ لكن في المقابل فإن الإله القادر اللامتناهي هو الذي يتمتع بأعلى شخصية. الإنسان ينكر على نفسه الكرامة البشرية والأنا البشرية، لكن في المقابل فإن الإله بالنسبة له هو كائن أنوي، يسعى لذاته فقط، لمجده وحده، لأهدافه وحسب؛ إنه يصور الإله على أنه يهدف إشباع ذاته فقط)

وقلت: (الدين هو انفصال الإنسان عن نفسه؛ إنه يضع الإله إزاءه باعتباره نقيضه. الإله هو كل ما ليس عليه الإنسان، والإنسان هو كل ما ليس عليه الإله. الإله لا متناه، الإنسان متناه.. الإله كامل، الإنسان ناقص.. الإله خالد، الإنسان فان..الإله مطلق القدرة، الإنسان ضعيف.. الإله مقدس، الإنسان مدنس. الإله والإنسان نقيضان: الإله هو الموجود بإطلاق، والإنسان هو السالب بإطلاق)

وقلت: (كلما كانت الحياة خاوية، كلما كان الإله ممتلئاً وعينياً. إن إفقار العالم الحقيقي وإغناء الإله هو نفس الفعل. الإنسان الفقير وحده هو الذي يحوز على إله غني. الإله ينشأ من الشعور بالحرمان؛ كل ما يحتاجه الإنسان، سواء كان هذا الاحتياج واعياً أو غير واع، فهذا هو الإله. وبالتالي فإن الشعور البائس بالفراغ والوحدة يحتاج إلهاً به يجتمع، وحدة من الكائنات المحبة لبعضها)

وقلت: (كان الإلحاد ولا يزال مفترضاً فيه أنه نفي لكل مبدأ أخلاقي، ولكل الأسس والروابط الأخلاقية: فإذا لم يكن الإله موجوداً، فإن كل تمييز بين الخير والشر، الفضيلة والرذيلة، يصبح لاغياً. ولذلك فإن هذا التمييز يكمن فقط في وجود الإله؛ فواقعية الفضيلة لا تكمن في ذاتها بل خارجاً عنها. وبالتأكيد فإن ارتباط الفضيلة بالإله لا ينبع من ارتباط بها

نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 233
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست