نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 234
هي ذاتها أو بيقين قيمتها الذاتية. بل
على العكس، فإن الاعتقاد في أن الإله هو الشرط الضروري للفضيلة هو الاعتقاد في
عدمية الفضيلة في ذاتها)
وقلت: (كلما كانت رؤية الإنسان محدودة، وكلما
جهل بالتاريخ والطبيعة والفلسفة، كلما ارتبط أكثر بدينه. ولهذا السبب فإن الإنسان المتدين
لا يشعر بحاجة إلى الثقافة. لماذا لم يكن لدى اليهود فناً أو علماً، مثلما كان لدى
اليونان؟ لأنهم لم يشعروا بأي حاجة لهذه الأشياء. فبالنسبة إليهم فإن هذه الحاجة
كان يشبعها إلههم يهوة)
وقلت: (في الإله كلي العلم يرفع الإنسان
نفسه خارج حدود معرفته؛ وفي الإله كلي الحضور، يرفع نفسه خارج حدود نقطة ارتكازه
المحلية؛ وفي الإله الخالد يرفع نفسه خارج حدود زمانه)
وقلت: (الإنسان المتدين سعيد في مخيلته،
فلديه كل شئ ضمنيا، وكل ممتلكاته محمولة، في خياله. الإله يصحبه أينما ذهب: أنا لا
أحتاج الخروج عن ذاتي، فأنا أمتلك في إلهي مجموع كل الثروات والأشياء القيمة، وكل
ما يستحق المعرفة والتذكر. لكن الثقافة تعتمد على الأشياء الخارجية؛ ولديها
احتياجات كثيرة ومختلفة، لأنها تتغلب على حدود الوعي والحياة الحسية بالنشاط الواقعي،
لا بالقوة السحرية للمخيلة الدينية. ولذلك فالدين..لا يمتلك في جوهره مبدأ
للثقافة، ذلك لأنه ينتصر على حدود وصعوبات الحياة الدنيوية من خلال المخيلة وحسب،
الإله وحسب، في السماء وحسب)
وقلت: (طالما يضع الدين نفسه في مواجهة العقل،
فإنه يضع نفسه نقيضا للحس الأخلاقي، لأن الحس الأخلاقي الحقيقي قائم على العقل. ففي
الحس بالحقيقة وحده يتواجد الحس بالصدق والخير. إن إفقار العقل هو في نفس الوقت إفقار
للقلب. إن ذلك الذي يخدع عقله ليس لديه قلب فاضل وكريم. إن من لا يحترم عقلي لا
يستحق إحترامي)
لطم وجهه ببعض اللكمات، ثم قال: هذا بعض
ما كتبته.. وهو يدلكم على غيره، فقد
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 234