نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 239
الصلاة إلى الإله صانع هذا الساعة
الكونية الضخمة، الذى لا يستطيع إذا ما أراد التدخل فى شئون عمله)[1]
وقال معبرا عن الصنف الذي راح يلغي
[الله] انبهارا بتلك النظريات العلمية البسيطة التي اكتشفها أهل ذلك العصر، وتبين
بعد ذلك خطأ الكثير منها: (ولكن ثمة أناس ذهبوا إلى أبعد من ذلك واعتبروا فكرة
الإله فكرة شريرة، وخاصة إذا ما كان إله الكنيسة الكاثوليكية . وأطلقوا على أنفسهم
بكل فخر اسم الملحدين . وهم يعتقدون أن ليس ثمة وجود لمسيح أو لإله المسيحية، ويقولون
إن الكون ليس إلا مجموعة متحركة ذات نظام معين يمكن فهمه باللجوء إلى السببية
المعتمدة على أساس العلوم الطبيعية)[2]
وقال آخر: (إنه لأقرب إلى الطبيعى
والمعقول أن نشتق من صور المادة كل شئ موجود، لأن كل حاسة من حواسنا تبرهن على
وجودها، ونختبر كل لحظة نتائجها بأنفسنا . ونراها فاعلة متحركة، تنقل الحركة وتولد
القوة دون انقطاع، من أن نعزو تكون الأشياء لقوة مجهولة ولكائن روحى لا يستطيع أن
يخرج من طبيعته ما ليس هو بذاته، كائن بعجز بحكم الجوهر المنسوب إليه أن يفعل أى
شئ أو أن يحرك أى شيء)[3]
هذه بعض المقولات التي
راحت تتردد على عقلي الصغير، وتطلب منه أن يبدع إبداعا جديدا يفسر من خلاله
الكون.. بل يعطي من خلاله القيم المرتبطة بكل شيء.. فلست أقل شأنا من أولئك
الفلاسفة الماديين أو الطبائعيين أو الوجوديين أو الإنسانيين..
وكنت حينها قد قرأت بعض
الفلسفات التي كانت تحاول أن تفسر الوجود.. وكان مما شدني منها ثلاثة رؤى .. رحت أمزج بينها لأشكل بكل بلاهة فلسفتي خاصة.. لأصبح