قلت: فهل هناك جلادون يجبرونهم على
النطق بالحقيقة التي كانوا لا يجرؤون على النطق بها.
قال: لا تقل هذا فـ ﴿ لَا
إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾ [البقرة: 256]
قلت: أتقصد أنهم ينطقون بالحقائق من
تلقاء ذواتهم، من دون أن يجبرهم على النطق أحد؟
قال: أجل.. فقد تبين لهم في هذا
الفندق ﴿الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ﴾ [البقرة: 256]
قلت: فقد فازوا إذن؟
قال: لو قالوا ذلك في غير هذا الفندق
لفازوا.. لكن الحال هنا مختلف.. حتى الشيطان نفسه لو جاء هنا لنطق بالحقيقة التي
راح يكابر في الاعتراف بها.
قلت: أنا لا أزال كليلا دون فهم كل
ما يحصل .. ما دام هؤلاء لم يفوزوا فلم كان جزاؤهم النزول في هذا الفندق الفخم.
قال: هو فخم بالنسبة لناظرك.. لأنك
لم تنكر الحقائق، ولم تجادل فيها.. لكن النازلين في هذا الفندق من الملاحدة
يتعذبون عذابا شديدا.. هم يتعذبون بقدر ما تتنعم أنت.
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 27