قلت: لم أفهم كيف يكون النعيم عذابا.
قال: ألم تقرأ قوله تعالى: ﴿قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ﴾ [الأنبياء: 69]؟
قلت: بلى.. ولكن تلك النار.. وذلك إبراهيم.
قال: من قدر أن يحول النار بردا وسلاما قادر على أن يحول هذا الفندق نارا وجحيما.
قلت: أتقصد أن سكان هذا الفندق لا يعاينون النعيم؟
قال: بل يعاينونه كما نعاينه.. لكنهم يرونه جحيما، ولا يرونه نعيما.
قلت: لقد كل فهمي دون هذا.
قال: ألم تر في طريقك الأزهار كئيبة حزينة، لا تصدر أي رائحة؟
قلت: بلى.. وقد تعجب من ذلك.
قال: ذلك لتفهم أن النعيم منه، لا من الأزهار..
قلت: ما تعني؟
قال: الله تعالى هو الذي يرزقك السعادة عند رؤيتك للأزهار.. لا الأزهار هي التي ترزقك ذلك.. فهي ليست سوى مخلوق مثلك.
قلت: ألهذا إذن يعاين هؤلاء الملاحدة النعيم، ولا يذوقونه؟
قال: أجل.. أبى الله أن يذيق السعادة من جحده.. فالسعادة ثمرة التواصل مع الله.. وبقدر تواصلك معه تكون سعادتك به.
قلت: أجل.. أعرف هذا.. وقد مررت في رحلاتي السابقة بمن علمني علوم هذا.
قال: فهلم بنا لنزور أجنحة الملاحدة.
قلت: لقد ذكرت لي أن الأجنحة كثيرة.. فهل سنزورها جميعا؟
قال: لا .. سنكتفي بسبعة منها..