نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 29
تنويريون
سرنا إلى الجناح الأول في فندق
الملاحدة، وقد كتب على بابه قوله تعالى: ﴿يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ
اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إلى
النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [المائدة: 16]
سألت المرشد عن الآية، وعلاقتها
بهذا الجناح، فقال: هذا جناح التنويريين..
قلت: فمن هم؟
قال: هم الذين اختلط عليهم الأمر،
فتصوروا ظلمات الغواية أنوارا.. كما تصوروا أنوار الهداية ظلمة.
قلت: أعرفهم .. إنهم أولئك الذين
اكتووا بنار الاستبداد، ورأوا كيف يعلق العلماء والمطالبون بالعدالة على أعواد
المشانق، فراحوا يكفرون بالسلطتين الزمنية والدينية، ويصيحون: (اشنقوا آخر ملك
بأمعاء آخر قسيس)
قال: ليسوا كلهم كذلك.. فبعضهم لم
ير شيئا من ذلك.. وإنما راح يحقد على الدين وعلى الله.. ويربط كل تخلف واستبداد
وجور وجهل بالله.. وكأن الله هو الذي أمر عباده بذلك.
قلت: صدقت في هذا.. وقد رأيت من
قومي من يربط الدين بالتاريخ الأسود للطغاة والمجرمين.. فيسقط عليه كل ما أحدثوه
من جرائم.. وكأن الله هو الذي أمر بذلك.
قال: لقد اتخذ الشيطان من ذلك
وسيلته للدعوة للإلحاد.. فربط الإيمان بالتخلف، وربط الإلحاد بالتحضر، مع أن الله
وضع للتحضر والتخلف سننه التي من راعاها وتحقق بها تحققت له نتائجها سواء كان
مؤمنا أو كافرا، وقد قال تعالى في القرآن الكريم: ﴿كُلًّا نُمِدُّ
هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ
مَحْظُورًا﴾ [الإسراء: 20
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 29