نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 30
قلت: صدق الله العظيم.. بل إن الله
تعالى أخبر أن الحضارة والتطور والرفاه متحقق للمؤمنين الذين يقيمون الكتاب حق
إقامته، فقال: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ
وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ
تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ ﴾ [المائدة: 66]، وضرب لنا المثل على ذلك بسليمان عليه
السلام الذي آتاه الله من خير الدنيا والآخرة من غير أن يحرمه ذلك من الإيمان.
قال: وضرب له المثل بذي القرنين
الذي اتبع سنن الله، وسعى في الأرض ليحقق العدل والرفاه، وقد تحقق له ذلك.. فكل من
سعى وصل.
قلت: وعيت هذا.. ووعيت ذلك الكبر
الذي يعاني منه أمثال هؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم متنورين.. فيضعون من مقاييس
الحقيقة ما لا علاقة له بالعقول.
التفتّ إلى باب الجناح الضخم، وقلت:
ألا يسكن في هذا الجناح إلا المتنورون؟
قال: بلى ..
قلت: إنه جناح ضخم.. فهل هم كثيرون
لهذه الدرجة؟
قال: هم أكثر مما تتصور.. كل
الملاحدة يكادون ينزلون فيه.. أو لهم جزء فيه.. أو لهم زيارة له بين الحين والحين.
قلت: أتقصد أن من الملاحدة من يسكن
هذا الجناح، وفي نفس الوقت يسكن جناحا آخر؟