نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 271
قلت: صدقت في هذا.. فكل الحركات
النازية والفاشية والعنصرية تنطلق من فلسفات إلحادية.. أو فلسفات علمانية تعزل
الله من التأثير والحكم.
قال: وهذا الجناح مخصص لهم.
قلت: مخصص للنازيين الفاشيين
والعنصريين..
قال: لكل من ألحد.. ولم يكتف
بإلحاده بل راح يتكبر على الخلق.. ويظلمهم.. ويضع لهم من وحي الشيطان ما يملأ
حياتهم نكدا وصراعا.
قلت: لكنا مررنا عليهم في الجناح
السابق .. جناح المصارعين.
قال: أولئك كانوا يظلمون الناس تحت
خدعة الصراع.. وهؤلاء يظلمونهم تحت خدعة العنصرية والكبرياء والقوة الوهمية.
قلت: لا شك أننا سنلاقي هذا الجناح
نيتشة.. فقد كان من دعاة القوة والعنصرية، وقد أوحت أفكاره لهتلر بالنازية.
قال: الجناح أكبر من أن ينحصر في
نيتشة وهتلر.. هو أكبر بكثير.. فتاريخ البشرية الفلسفي والسياسي ممتلئ بأمثال
هؤلاء المتجبرين.
قلت: لقد ذكرني قولك هذا بمقارنة جميلة
أجراها بديع الزمان النورسي بين حكمة الفلسفة وحكمة القرآن في المجال الاجتماعي،
فذكر أن (حكمة الفلسفة ترى [القوة] نقطة الاستناد في الحياة الاجتماعية.. وتهدف إلى
[المنفعة] في كل شيء.. وتتخذ [الصراع] دستوراً للحياة.. وتلتزم [بالعنصرية
والقومية السلبية] رابطة للجماعات.. أما ثمراتها فهي إشباع رغبات الأهواء والميول
النفسية التي من شأنها تأجيج جموح النفس واثارة الهوى)[1]
قال: صدق في ذلك.. وستسمع من أهل هذا
الجناح من يؤكد لك ذلك..