نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 272
قلت: وقد ذكر آثار ذلك على المجتمعات،
فقال: (من المعلوم أن شأن [القوة] هو [الإعتداء].. وشأن [المنفعة] هو [التزاحم] اذ
لا تفي لتغطية حاجات الجميع وتلبية رغباتهم.. وشأن [الصراع] هو [النزاع والجدال]..
وشأن [العنصرية] هو [الإعتداء] اذ تكبر بابتلاع غيرها وتتوسع على حساب العناصر الأخرى)
قال: صدق في ذلك.. وكل شيء يدل عليه..
قلت: أما حكمة القرآن الكريم، أي القيم
القرآنية الإيمانية البديلة (فهي تقبل [الحق] نقطة استناد في الحياة الاجتماعية،
بدلاً من [القوة].. وتجعل [رضى الله سبحانه] ونيل الفضائل هو الغاية، بدلاً من
[المنفعة].. وتتخذ دستور [التعاون] أساساً في الحياة، بدلاً من دستور [الصراع] ..
وتلتزم برابطة [الدين] والصنف والوطن لربط فئات الجماعات بدلاً من العنصرية
والقومية السلبية.. وتجعل غاياتها الحد من تجاوز النفس الامارة ودفع الروح إلى
معالي الامور، واشباع مشاعرها السامية لسوق الإنسان نحو الكمال والمثل الإنسانية)
قال: صدق في ذلك.. فـ (شأن (الحق) هو
(الاتفاق).. وشأن (الفضيلة) هو (التساند).. وشأن دستور (التعاون) هو (إغاثة كل للآخر)..
وشأن (الدين) هو (الأخوة والتكاتف).. وشأن (إلجام النفس) وكبح جماحها وأطلاق الروح
وحثها نحو الكمال هو (سعادة الدارين)
قلت: أراك تحفظ كلامه بحروفه..
قال: أجل.. ولولاه ما كنت في هذا المحل..
فقد أرسلني معلمي [معلم الإيمان] للتلمذة عليه في أول دراستي في المرحلة
الابتدائية.
ما إن قال هذا حتى فتح الباب، فرأيت
شيئا غريبا لم أكن أتصور إمكانيته.. فقد رأيت أقزاما صغارا جدا.. لا يكاد أطولهم
يتجاوز طول الإصبع.. حتى أني لم أكد أراهم بصورة جيدة، لولا أن أعطاني المرشد
نظارة خاصة..
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 272