responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 295

المدبر، أو القائلين بالصدفة، دخل عليهم الشيطان أثناء بحثهم عن سر الخلق، وكيف بدأ، ومن قام به؟ ولذلك طلبت الآية الكريمة من هؤلاء أن يعودوا إلى رشدهم ووعيهم، فهم لم يحضروا ساعة خلق السموات والأرض، ولا خلق أنفسهم، فمن أين لهم الحديث في هذا؟

قلت: ذكرتني بطرفة تروى عن الشّعبي، فقد جاءه رجل، فقال: يا إمام إني خبأت لك أسئلة ـ يقصد التحدي ـ فقال له الشعبي: هاتها.. فقال: يا إمام ما اسم زوجة ابليس؟ فقال الشعبي: ذاك عرس لم أشهده.

قال: ليت هؤلاء أجابوه بما أجاب به الشعبي.. فمن أين للعقول أن تتكهن بما لا تعلم؟

قلت: صدقت.. وقد تعجبت في بحث هؤلاء في مثل هذه المسائل التي خلطوا فيها بين العلم والفلسفة والدين .. مع أنهم يذكرون أن العلوم لا تدرس سوى ما يتعلق بالمادة الجامدة أو الحية وحركتها، والطاقة وأنواعها، وتحاول أن تفهم الظواهر المرتبطة بها، والقوى المؤثرة في سيرها، وصياغة المعرفة في قوانين دقيقة مضبوطة.

قال: ولكن الشيطان لم يدعهم دون أن يفتهم عن عقولهم ودينهم.. ولذلك أضاف لتلك المعاني العلمية فضولا لا دليل عليه سوى الهوى المجرد.. وهو محاولة التعرف على حقيقة الكون ومصدره وصيروته وغيرها من غير أن تكون لديهم الأدوات الكفيلة بذلك.

قلت: صدقت في هذا.. ولهذا أرى الباحثين في هذا مع اتفاقهم على أكثر الحقائق العلمية يختلفون في مثل هذه المسائل.. وهذا دليل على أنه لا علاقة لها بالنتائج العلمية التي وصلوا إليها، وإنما هي متعلقة بأذواقهم ورغبتهم.. ولهذا توزع أعلام العلوم الفيزيائية والفلكية بين مؤمنين وملحدين.. وتوزع أعلام علوم الحياة كذلك بين مؤمنين وملحدين.

ما إن قلت هذا حتى فتح الباب، فرأيت مشهدا جميلا جدا كدت أفتن به، وكدت أطلب من صاحبي أن أدخل الجناح، وأسكن بين أهله .. فقد كانت المناظر في غاية البهاء والجمال، وكانت الحدائق مليئة بالزهور، وكانت الأرض ممتلئة بالعشب الجميل.

نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 295
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست