نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 296
لكن
ما هي إلا لحظات حتى ظهر بشر كثيرون يشبهون الخنازير البرية الوحشية الشرسة، خرجوا
من مخابئ لهم تحت الأرض.. كانت مملوءة بكل أنواع القاذورات.. وكان بعضهم يأكلها..
وقد تعجبت من ذلك مع كونهم يعيشون في مثل تلك الحدائق الغناء الممتلئة بكل صنوف
الثمار.
والذي
زاد من عجبي أنهم عند خروجهم أخذوا يفتكون بتلك المروج الجميلة، ويفسدونها،
ويستعينون بخطمهم القوي على حفر الأرض للوصول إلى النباتات وجذورها مع الاستعانة
بأنيابهم الحادة.
ثم
لم يأكلوا من ذلك النبات الذي أفسدوه، وإنما راحوا إلى القاذورات يملأون بطونهم
منها..
ديموقريطس
اليوناني:
فجأة وقف أحدهم، وقد كان يشبه في ملامحه صورة
تمثال كنت أراه كثيرا في الكتب المؤرخة للحضارة اليونانية، والتي كانت تذكر أنه تمثال
فيلسوف اسمه [ديموقريطس[1]]..
وصح ظني، فما هي إلا برهة قصيرة، حتى قال: من عرفني منكم، فقد عرفني، ومن لم
يعرفني، فأنا [ديموقريطس] اليوناني .. الفيلسوف العبقري .. صاحب [المذهب الذري [2]]
لاشك أن كل من في هذه الغابة المتعفنة بالنبات والزهور كان في
يوم من الأيام من تلاميذي..
[1] ديموقريطَسْ (460؟ ق.م -370؟
ق.م)، هو فيلسوف مادّي يوناني، حاول أن يبرهن أنَّ العالم مكوَّن من عدد غير محدود
من الذَّرات، يتحرك في فراغ لا حدود له. وهذه الذَّرات جُسَيمات من المادَّة غير
المرئية، وغير القابلة للانقسام، وغير المولّدة أو القابلة للإتلاف. وتختلف عن
بعضها في الحجم والشَّكل والوضع. وكل شيء في هذا العالم مكوّن من مجموعة مختلفة عن
غيرها من هذه الذَّرات، وقد جاء عالمنا من تركيب عَرَضي لهذه الذَّرات. وبسبب وجود
عدد غير محدود من الذَّرات، فقد وجدت عوالم أُخرى أَيضًا.
[2] المذهب الذرّي هو عبارة عن فكرة
فلسفية تطوّرت في اليونان خلال القرن الخامس قبل الميلاد.. وهي ترى أن العناصر
الأساسية للحقيقة تتشكّل من الذرة غير القابلة للانقسام والإتلاف، وهي مادة سابحة
في الفضاء.. ويظنّون أن الذرّة لها حركة، ولكنها تنعدم وترتدُّ بعد ارتطامها. وقد
تكوّنت الدنيا نتيجة هذه الحركات. ووجدت لفترة من الزمن ثم اختفت. وهذه العوالم
والأشياء الظاهرية التي وجدت عليها تختلف فقط في الحجم والشكل وموضع ذراتها.
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 296